لماذا يفضّل المراهقون اللجوء للذكاء الاصطناعي بدل الطبيب النفسي؟

بعبارة بسيطة مثل “كيف يمكنني مساعدتك؟”، يستقبل الذكاء الاصطناعي مستخدميه، الأمر الذي يجعل كثيراً من المراهقين يتعاملون معه كصديق أو حتى كمعالج نفسي.
دراسة Plan Internacional في إسبانيا تكشف أنّ 18% من الفتيات و13% من الفتيان استخدموا ChatGPT لطلب نصائح، في وقت عانى فيه 41% من الشباب من مشكلة نفسية.
لكن هذه الثقة ليست بلا مخاطر. فقد هزّت الأوساط حالة الشاب آدم رين (16 عاماً) الذي أنهى حياته بعدما تبادل مع ChatGPT محادثات حول الانتحار، بحسب ما نقلته “بي بي سي”.
إثر ذلك، أعلنت شركة OpenAI عن نسخة معدّلة تراعي عمر المستخدمين وتمنع الخوض في مواضيع حساسة مثل الجنس أو إيذاء النفس.
الاختصاصي مانويل أرمايونيس من جامعة كاتالونيا المفتوحة يفسّر الظاهرة بجاذبية هذه الأدوات التي “تقدّم حواراً إنسانياً أقرب إلى لغة الأصدقاء”، خاصة في ظل صعوبة الوصول إلى العلاج النفسي سواء عبر النظام العام (6 اختصاصيين فقط لكل 100000 نسمة في إسبانيا)، أو بسبب كلفة الجلسة الخاصة التي قد تصل إلى 70 يورو.
من جهته، يوضح خافيير كانتون كوريا من جامعة لا ريوخا أنّ الشباب يمنحون الذكاء الاصطناعي “مصداقية زائدة”؛ لأن إجاباته تبدو حاسمة، رغم أنها قد تحتوي على أخطاء أو تحيزات.
ويحذر من مخاطره، مثل الفهم الحرفي أو الميل إلى مجاراة المستخدم وإعطائه دائماً الحق.
ويرى الخبراء أنّ الحل لا يكمن في حظر الذكاء الاصطناعي تماماً، بل في تعزيز التثقيف الرقمي وتحديد ضوابط عمرية، إضافة إلى حملات توعية تشارك فيها وزارات الصحة والمؤثرون. فكما يقول أرمايونيس: “قد تكون الأداة مفيدة، لكن لا بدّ أن يبقى الإنسان في الحلقة العلاجية”.



