لماذا يسيئون إلي رسول الإسلام رغم وفاته؟
دائما ما تتكرر الإساءات إلي النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وربما يتساءل عاقل لماذا يسيئون إلي رجل اختاره ربه إلي جواره منذ أكثر من ألف وأريعمائة سنة؟ ولماذا دائما هذا التهجم والهجوم علي نبي الإسلام صلوات الله وسلامه عليه
في هذا التحقيق سون نذكر مجموعة من الأسباب التي تدفع البعض إلي التهجم علي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه
: 1- السبب الأول من أسباب نشر هذه الإساءات، هو الجهل بحقيقة النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن فقد الإسلامُ الكثيرَ من الحكماء في الدعوة إليه، وإظهاره في صورته المشرقة كما أرادها الله ورسوله، فانطبعت صورة سيئة في ذهن الجهلة بالإسلام، فكانت ردة فعل السفهاء منهم إظهار هذه الصورة المنقوصة السيئة عن الإسلام ونبي الإسلام. وقد قال الله تعالى: “وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ”
2- السبب الثاني من أسباب نشر هذه الإساءات، هو العداوة الصريحة، والحقد الدفين، عن علم ومعرفة بحقيقة النبي المشرّفة، ومكانته الراقية، فصار هؤلاء المفسدون الكائدون السفهاء من الناس يدبّرون للمسلمين المكر والخديعة والمكيدة، ليزيدوهم جهلاً على جهلهم، وتخلفاً على تخلفهم، فتخلو للمفسدين في الأرض الساحة لتنمية أنفسهم، بالمال والقوة والتطور والتقدم، بينما كثير من المسلمين منشغلون بالقيل والقال، وبعض الغاضبين السلبيين من المسلمين غارقون بالحرق والتخريب والتدمير، فيتحقق الهدف الأساسي من أهداف العدو الماكر المخادع، وهو: المزيد من تخلف المسلمين، وكسب الوقت أكثر في تنمية نفسه وبلده ودولته.
3- السبب الثالث من أسباب نشر هذه الإساءات، حب الشهرة، وقد قال الله تعالى: “فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى”
4- السبب الرابع من أسباب نشر هذه الإساءات، هو صرف المشاعر عما يجري من مجازر في المسلمين، فإن العالم اليوم يشهد ثورة ضد الظلم والطغيان، وفي بعض البلاد تحصل المجازر والإبادة على مرأى ومسمع من العالم !! والقلوب والأحاديث كلها متوجهة نحو هذه القضية، فكان التدبير من الأيادي الخبيثة الخفية الماكرة، أن يصرفوا مشاعر العالم من تعاطفه نحو المظلومين المضطهدين، إلى إثارتها وحصرها في الرموز الدينية، ليخلو لهم الجو أيضاً في تحقيق ما يخططون له من تقوية أنفسهم، والزيادة في غرقنا في جهلنا.
5- السبب الخامس من أسباب نشر هذه الإساءات، هو إظهار المسلمين بالصورة السلبية، فكأنهم يقولون للعالم: انظروا إلى المسلمين، هذه هي ردة أفعالهم وتصرفاتهم، الحرق والقتل والتخريب .. ولذلك كان من الواجب على المسلمين أن يكون أكثر وعياً ونضجاً وفهماً لمخططات أعدائهم، وأن ينتفضوا ويغضبوا الغضب السلمي المنضبط، برقي وحذر من أن يقعوا في مكيدة يدبرها لهم أعداؤهم بأي وسيلة وليست الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم جديدة، وإنما هي طريقة قديمة يتبعها الحاقدون على الإسلام ونبي الإسلام، وقد أخبرنا ربنا عنهم في القرآن الكريم: ” فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ”