لماذا يزيد “يوم الراحة” من لياقتنا البدنية؟
يتطلب الحفاظ على اللياقة البدنية الاتساق والتحفيز والانضباط، إضافة إلى إنشاء روتين والالتزام به.
لكن بناء اللياقة البدنية يتضمن أيضًا كسر هذا الروتين بانتظام والحصول على قسط كافٍ من الراحة. في الواقع، اختيار الوقت المناسب لعدم ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يكون بنفس أهمية التمرين نفسه.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز”، يقول المدير الفني لأكاديمية اللياقة البدنية “ليونز” في كندا، جاستن سانتوس، أن “إهمال الراحة أمر سيء تماما مثل تخطي التدريب لمدة شهر”.
لماذا تحتاج إلى الراحة؟
تسبب التمارين الرياضية تمزقات مجهرية في ألياف عضلاتنا، وعندما نرتاح، يتم إصلاح تلك الألياف، وتتكيف لتصبح أكبر وأقوى. إن عملية التكيف هذه، والتي تسمى “التعويض الفائق”، هي ما يسمح لنا بالجري بشكل أسرع أو القفز أعلى أو رفع المزيد من الوزن.
وبدون الراحة الكافية، لن يكون لدى العضلات الوقت للتكيف، مما يؤدي إلى توقف التقدم ومنع التحسن. ولكن ليس كل التعب هو نفسه، ولا كل التعافي كذلك.
ويقول جايلز وارينجتون، أستاذ الأداء البشري والابتكار في جامعة “ليمريك” في أيرلندا، إنه بالنسبة للتمارين الرياضية، مثل الجري أو القفز على الحبل، فإن “التكيفات سريعة نسبيًا”، ويمكن أن تحدث بين عشية وضحاها. بعد الركض الخفيف، من المحتمل أن يكون جسمك جاهزًا للجري مرة أخرى في صباح اليوم التالي.
لكن إذا كنت ترغب في تدريبات أكثر قوة، فلن ترغب في القيام بذلك أياما متتالية، وقد يتطلب الأمر يوما أو يومين من الراحة.
كيفية بناء الراحة في روتينك
إذا كنت تمارس التمارين الرياضية ثلاث مرات أو أقل في الأسبوع، فمن المحتمل أنك لا تحتاج إلى المزيد من أيام الراحة – بل قد تحتاج في الواقع إلى ممارسة التمارين الرياضية كثيرًا. حاول تنفيذ أشكال أخرى من النشاط البدني في روتينك.
لا ينبغي أن تكون أيام الراحة الخاصة بك مستقرة تمامًا. قال الدكتور وارينجتون: “إن التعافي لا يعني عدم القيام بأي شيء على الإطلاق”. لقد ثبت أن التعافي النشط، الذي يتضمن تمرينات القلب ذات التأثير المنخفض، مثل الركض الخفيف أو المشي لمسافات طويلة أو اللعب بكرة مثلا، فعال جدًا في تعزيز التعافي.
ويرى خبراء أن أفضل طريقة هي اللعب مدة ثلاثة أيام، ثم يوم إجازة، يليها يومين، ويوم إجازة، وهكذا.
هناك طريقة أخرى لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى المزيد من أيام الراحة وهي تصرفاتك العامة. فإذا استيقظت وأنت تشعر بالانزعاج، أو إذا وجدت نفسك فجأة مترددًا في القيام بنوع من التمارين الرياضية التي تحبها عادةً، فمن المحتمل أن يكون هذا هو الوقت المناسب لقضاء يوم عطلة.
ومهما كنت تحب ممارسة الرياضة، ويصعب عليك اتخاذ قرار بأخذ قسط من الراحة، إلا أن يوم الراحة يعد أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على عادة ممارسة الرياضة على المدى الطويل.