احتفل نشطاء يمنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ”عيد موكا”، أو كما يصفونه “اليوم الوطني لتشجيع زراعة البن” في عدة مدن عالمية.
وفي 3 مارس من كل عام، يُحيي اليمنيون “عيد البن”، الذي انطلق قبل 4 أعوام عبر مبادرة شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار “حراس البن”، قبل أن ينتقل للواقع في دعم عشرات المزارعين لإعادة الاعتبار لهذه الشجرة التي تنتج أحد أجود أنواع القهوة في العالم.
ويعتبر البن اليماني سيطر على التجارة العالمية بشكل مطلق على مدى قرنين من الزمان، من القرن السادس عشر إلى الثامن عشر، وكانت عائداته المالية كبيرة ساعدت الدولة في ذلك العهد على بناء عاصمتين.
وأقام يمنيون أطلقوا على أنفسهم “سفراء موكا” يوم للتذوق المجاني في هذه الدول للتعريف بعراقة البن اليمني وذلك تحت عنوان “البن أصله يمني”، وقد بدت روائح القهوة الطازجة تنتشر في جو باذخ من النكهة والتراث اليمني.
وكتب بكر الشرجباوي، أحد أبرز مؤسسي “حراس البن”، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن كل الفعاليات في مختلف دول العالم نظمها طلاب وجاليات اليمن بمبادرات ذاتية دون أي دعم مالي من أي جهة.
وأشار الشرجباوي إلى أن ما أسماهم “سفراء موكا” استقطعوا من مصاريفهم حبًّا في الوطن للتعريف بهوية اليمن، وهم لا يبحثون عن مصلحة، ولا عائد، واستهدفوا التعريف بأصالة البن اليمني وعراقته.
ففي القاهرة، حمل جناح اليمن في مهرجان القهوة اسم “حراس البُن”، إشارة لأول مبادرة شبابية تنطلق بجهود ذاتية لتشجيع زراعة البن ودعم تسويق أصناف البن خارجيا، أحياء اليمنيين، بحضور سفير البلد لدى مصر “عيد موكا” وقدموا القهوة الطازجة مجانا لمئات الزوار.
وتقول منصة “حراس البن” على “فيسبوك”، إن اليمنيين حضروا بقهوتهم العتيقة أيضا في ماليزيا حيث مزارع الشاي الممتدة لتعريف شرق آسيا عن مشروب هويتهم التي كانت رفيق أجدادهم في الطقوس الدينية وأفخر هداياهم.
وأما في معرض إكسبو دبي 2020، تولى أستاذ الآثار والنحات اليمني الشهير فضل الزلب في تقديم القهوة اليمانية لزوار الجناح الخاص في البلد للتأكيد أن “موكا أصله يمني”.
وعرفت اليمن بتصدير البن أو القهوة، الشهيرة باسم “موكا” نسبة إلى ميناء المخاء التاريخي، الذي كان المسؤول عن تصدير أول شحنة للبن إلى بقية أنحاء العالم مطلع القرن الـ15 الميلادي.
وما يميز البن اليمني أنه من بين الأعلى جودة عالميا نظرا لخصائصه التي لا نظير لها ويشتهر بنكهاته الفريدة من نوعها، بما في ذلك نكهة الشوكولاتة، الموز، الزبيب والقرفة، ويعد هوية وثقافة تربط حاضر وتاريخ اليمن.