لماذا خلق الله الشيطان وما الحكمة في إبقائه إلي آخر الدهر؟
سؤال ربما يتبادر إلي الأذهان كثيرا مفاده لماذا خلق الله الشيطان وما الحكمة في إبقائه إلي آخر الدهر؟وفي هذا الموضوع سوف نذكر الحكمة من ذلك، ولماذا خلق الله الشيطان .
تكمن الحكمة في بقاء إبليس إلى آخر الدهر في امتحان العباد، ومجازاة الشيطان على صالح عمله السابق، وليتولى به المجرمين، وليزداد إثماً لأنه حلف على اقتطاع عباده، وصدهم عن عبوديته، فعندما رفض الشيطان السجود لآدم، طرده الله من جنته ورحمته، ولعنه، وأخذ على نفسه العهد أمام ربّ العزة بأن يغوي البعاد
خلق الله تعالى الشيطان للعديد من المصالح والحكم التي لا يعلمها إلى الله، ومنها: تربية العباد زيادة خوف المؤمنين والملائكة من ذنبهم بعد مشاهدة سقوط إبليس من المرتبة الملكية إلى المنزلة الشيطانية، الأمر الذي دفعهم لعبادة الله عبادة أخرى، والخوف والخضوع له. تقديم عبرة لمن يتكبر عن طاعته، ويخالف أمره، ويصر على معصيته، مثلما جعل ذنب أبي البشر عبرة لمن يعصي أمره. امتحان العباد، ليفرق بين طيبهم وخبيثهم، وليميز بينهم. محبته لحكمته، وعدله، حيث خلق من يُظهر فيهم حكمته، وعدله. إبراز صفات الله وقدرته إظهار كمال قدرته في الخلق، فقد خلق الملائكة، وجبريل، والشياطين، وهو خالق الأضداد كالجنة والنار، والسماء والأرض، والحر والبرد، والطيب والخبيث. إظهار حسن الضد بضده، فلولا القبح لم تعرف فضيلة الجميل، ولولا الفقر لم يعرف قدر الغني، وغيره. زيادة الشعور بالصبر، والرضا، والتوكل على الله، بالإضافة لتوطيد المحبة والإنابة، حيث تتحقق هذه العبودية بالجهاد، وتقديم محبة الله على ما سواها. إظهار عجائب قدرة الله، ولطائف صنعه ما وجوده أنفع لأوليائه من عدمه. إظهار آية الخلق من نار فالمادّة النارية فيها العلو، والإحراق، والإشراق، والنور، والإضاءة، فأخرج منها سبحانه هذا وهذا، كما وأظهر محتوى المادة الترابية الأرضية، ففيه الخبيث، والطيب، والأحمر ، والأسود، والأبيض. إظهار أحكام أسمائه، فمن أسمائه الخافض، والمعزّ، والمذلّ، والرافع، والحكم، والعدل، والرحمة، والرزق، والإحسان. إظهار عموم تصرفه وتنوّعه بالعقاب، والثواب، والإكرام، والفضل، والإذلال، والإعزازا، فله سبحانه الملك التام. إظهار صفاته وحكمته، فمن أسمائه الحكمة والحكيم، وحكمته تتطلب وضع كلّ شي في مكانه الذي يليق به. إظهار كماله، فحمده سبحانه تامّ كامل من كافّة الوجوه، فهو محمود على عدله، وخفضه، ومنعه، وإهانته، وانتقامه، كما أنه محمود على عطائه، ورفعه، وفضله. إظهار صبره، وحلمه، وسعة رحمته لعباده، لذلك اقتضي خلق من يضادّه في حكمه، ويسعى لمخالفته، وهو مع ذلك يرزقه أنواع الطيبات، ويعافيه، ويمكن له من أسباب ما يستمتع به من نعم، كما يكشف عنه السوء، ويجيب دعاءه