“لغز التوائم”.. لماذا ترتفع معدلاتها رغم تراجع المواليد عالميا؟
يشهد العالم حاليا زيادة ملحوظة في حالات ولادة التوائم والحمل المتعدد، على الرغم من انخفاض معدلات المواليد عموما، وفقا لما ذكره موقع “ساينس أليرت”.
ويُعزى هذا الاتجاه إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها تأخر سن الإنجاب لدى النساء وزيادة الاعتماد على علاجات الخصوبة، مثل التلقيح الصناعي.
ويحدث الحمل المتعدد عندما تُخصب أكثر من بويضة، أو عندما تنقسم بويضة مخصبة لتكوين أكثر من جنين.
وتشير الدراسات إلى أن هذا الاتجاه مرشح للاستمرار في المستقبل القريب، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض، بسبب ارتفاع أعمار الأمهات.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الزيادة كثيرا في معدلات الولادة، ما قد يُحدث تغيرات في الاتجاهات السكانية في بعض المناطق.
في بعض الحالات النادرة، يؤدي فرط التبويض إلى حمل يتضمن أكثر من توأم، بما في ذلك ولادة ثلاثة توائم أو أكثر.
وعلى الرغم من أن هذه الحالات تُعد استثنائية، فإنها تبرز دور التقنيات الحديثة في تعزيز حدوث التوائم والحمل المتعدد.
ورغم البهجة التي تصاحب ولادة التوأم أو أكثر، فإن هذه الحالات تحمل تحديات صحية خطيرة، من أبرزها الولادة المبكرة، التي تحدث في 60% من حالات التوائم، إلى جانب ارتفاع معدلات الوفاة بين حديثي الولادة في حالات الحمل المتعدد، وهو ما يمثل مصدر قلق للأطباء وأولياء الأمور على حد سواء.
وتتطلب الولادات المتعددة رعاية طبية مكثفة ودعمًا إضافيًا للأمهات، إذ تستلزم العديد من هذه الحالات تدخلات طبية في أثناء الحمل والولادة لضمان سلامة الأم والأطفال.
وبحسب الخبراء فإنه مع زيادة معدلات الولادات المتعددة بسبب التقدم في تقنيات الخصوبة، ستحتاج الأنظمة الصحية إلى استجابة شاملة لتعزيز الرعاية الصحية في هذا المجال.
وفي حين أن الحمل بتوأم أو أكثر يُعد نعمة للكثير من الأسر، فإن التحديات الصحية المرافقة له تفرض ضرورة وجود خطط صحية متكاملة لضمان توفير أفضل مستويات الرعاية.
ويشدد الخبراء على أن هذه الخطط يجب أن تشمل دعم الأمهات والأطفال في جميع مراحل الحمل والولادة، مع تعزيز التدخلات الطبية اللازمة لضمان سلامتهم.