قالت لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر: إنه عندما يتعرض المسلم لمحنة أو كرب أو وباء، فإنه يجب عليه أن يكون حريصًا على اللجوء إلى الله -عز وجل- بالدعاء، راجيًا منه سبحانه وتعالى أن يزيل محنته ويفرج كربه ويذهب عنه الوباء، مصداقًا لقوله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَﱠ” (البقرة: ١٨٦)
وأكدت لجنة الفتوى بالأزهر، في بيان بأحدث فتاواها، أنه إذا كان الدعاء مطلوبًا في كل وقت- لأنه عباده – إلا أنه أثناء الصلاة يكون أولى، لِما للصلاة من منزلة عظيمة عند الله تعالى، لذلك يحرص المسلم على القنوت في الصلاة وخاصة في أوقات النوازل.
أضافت اللجنة أنه ذهب الشافعية – في الصحيح عندهم – وبعض المالكية: إلى أنه إذا نزلت بالمسلمين نازلة كخوف أو قحط أو وباء أو نحو ذلك قنتوا في جميع الصلوات المكتوبة، واستدلوا على ذلك بما روي عن أنس – رضي الله عنه – : أن النبي- صلى الله عليه وسلم -أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان؛ فزعموا أنهم قد أسلموا، واستمدوه على قومهم «فأمدهم النبي- صلى الله عليه وسلم – بسبعين من الأنصار»، قال أنس: كنا نسميهم القراء، يحطبون بالنهار ويصلون بالليل، فانطلقوا بهم، حتى بلغوا بئر معونة؛ غدروا بهم وقتلوهم، فبلغ النبي – صلى الله عليه وسلم – فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان.
ويُستفاد من الحديث مشروعية القنوت في النوازل، حيث إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قنت في النوازل في الصلوات كلها، والمشروع في ذلك أن يقتصر الناس في قنوتهم على وقت النازلة، فإن زالت تركوا القنوت.
وأوضحت اللجنة أن قنوت النوازل ليس له صيغة معينة؛ وإنما يدعو المسلم في كل نازلة بما يناسب تلك النازلة، ولو قنت كل إمام جماعة أو كل مصلٍّ منفرد أو جماعة لم تبطل صلاتهم؛ لأن القنوت من جنس الصلاة.
وأكدت اللجنة أنه من خلال ما ذكره الفقهاء فإن الوباء يعتبر من النوازل، ويعتبر فيروس كورونا نازلة تستدعي المحافظة على القنوت في كل الصلوات المكتوبة في تلك الظروف، مع كثرة الدعاء حتى تنجلي الغمة ويزول الوباء.