لبنان يسجل أكثر من 40 حالة تسمم غذائي في يوم واحد.. ماذا يحدث في لبنان؟
سجل لبنان أكثر من 40 حالة تسمم غذائي في يوم واحد هذا الأسبوع وهو أمر أثار حالة من الهلع في صفوف اللبنانيين، لاسيما وأن كافة الحالات سببها تناول الدجاج، وهو ما أعاد ملف السلامة الغذائية إلى أولويات الطرح، خاصة وأن لبنان يواجه ارتفاعاً كبيراً في حالات التسمم خلال الأعوام الماضية التي شهد فيها تداعيات أزمته الاقتصادية.
وفي التفاصيل أفادت مصلحة الصحة التابعة لوزارة الصحة اللبنانية في محافظة البقاع عن إصابة 39 شخصا بالتسمم بعد أن تناولوا “فراريج” (دجاج) من المطعم نفسه الكائن في منطقة تعلبايا (البقاع الأوسط)، ما استدعى دخول 22 مصابا منهم وغالبيتهم من الأطفال إلى مختلف المستشفيات في قضاء زحلة.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام فإن “محمد خ. ج” وزوجته وأطفاله الثلاثة أدخلوا إلى مستشفى رياق بعد تعرضهم للتسمم بسبب تناول فروج لدى أحد المطاعم، الاثنين، كما أدخل إلى مستشفى تعنايل العام كل من “ع.ا.ش” وابنته، و”أ ط”، و”ق.ط”، و”م.م.س” أيضا لتناولهم وجبة فروج من نفس المطعم. وفي اليوم التالي سجلت حالات تسمم جديدة جراء تناول الدجاج في منطقة قب الياس.
وعلى الفور توجهت فرق من الترصد الوبائي وفريق من وزارة الصحة إلى المستشفيات في المنطقة لمعاينة أوضاع المصابين، وكشفت الوزارة على المطعم المعني وأخذت عينات من مختلف الأصناف الغذائية الموجودة لديه وأرسلتها إلى المختبرات المعنية للتأكد من أسباب التسمم.
ولفتت مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة، جويس حداد، إلى أن الوزارة “أخذت عينات منذ اليوم الأول الذي تم فيه التبليغ عن وجود حالة تسمم، واستتبع أخذ العينات، الثلاثاء، ويفترض أن يبدأ ظهور النتائج غدا (السبت)، فيما المطعم مصدر الدجاج حتى اليوم مغلق إلى حين صدور النتائج، في الوقت نفسه نتابع حالات المرضى لمعرفة أي تفاصيل إضافية”.
ويعاني لبنان منذ نحو 3 أعوام، ارتفاعاً ملحوظاً في نسب التسمم الغذائي المسجلة، وذلك ربطا بما تشهده البلاد من أزمة اقتصادية ومعيشية أثرت على نوعية الطعام والسلامة الغذائية، حيث دفع ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج اللبنانيين للجوء إلى مصادر غير آمنة للحوم من أجل التوفير المادي.
فيما ازدادت نسبة الغش في الأسواق في ظل غياب شبه تام للرقابة المسبقة على الأسواق الغذائية، حيث سجل عدد من حالات بيع للحوم فاسدة وبيع لحوم مجلدة ومذوبة على أنها طازجة، وأخرى منتهية الصلاحية.
وزاد من هذه الحالات استفحال أزمة الكهرباء في البلاد، لاسيما وأن مؤسسة “كهرباء لبنان” لم تعد قادرة على تأمين تغذية لأكثر من ساعتين في الـ 24 ساعة، في حين ارتفعت فواتير المولدات الكهربائية الخاصة بشكل خيالي، مما دفع كثيراً من اللبنانيين إلى الاستغناء عنها والاكتفاء بما يصل من كهرباء لبنان، الأمر الذي انعكس على السلامة الغذائية مع غياب آليات تبريد الطعام اللازمة لحفظها بصورة آمنة، وهو الأمر نفسه الذي انعكس أيضاً على المطاعم وخاصة في فصل الصيف.