“لا غالب ولا مغلوب”.. هل دخل السودان مرحلة “الصوملة”؟
تتصاعد الأزمة السودانية يومًا تلو الآخر، وسط إخفاق الجهود الدولية لوقف القتال الذي اندلع منتصف نيسان/أبريل الماضي بين قوات الجيش برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وتطرح التطورات الميدانية الأخيرة تساؤلات حول ما إذا سيسفر الصراع عن دخول السودان في مرحلة “الصوملة”، وفق مراقبين.
وفي الوقت الذي طرحت مبادرات لوقف الحرب، إلا أنها لم تسفر عن نتائج، سوى هدنة تبادل طرفا الصراع اتهامات بشأن خرقها، قبل أن تنتهي بلا حل جذري للأزمة التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، إلى جانب انتهاكات إنسانية وحقوقية.
وتتجه الأزمة السودانية نحو التعقيد الذي قد يجعلها من أكثر الأزمات الإقليمية تشابكًا، فاليوم السبت، أعلنت قوات الدعم السريع، أن قوة كبيرة من الجيش قوامها 15 ضابطًا، و527 من الرتب الأخرى في الفرقة 20، انضمت لها في مدينة الضعين، قطاع شرق دارفور.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إن انضمام هذه القوة الكبيرة لمناصرتها في معركتها ضد الجيش يشكل انتصارًا حقيقيًا لإرادة الشعب السوداني، و”لأهداف الثورة المجيدة”.
ورحبت القوات بالمنضمين إلى صفوفها بعد أن “تبين لهم مخطط الانقلاب الذي يقوده “البرهان” وزمرته من كبار الضباط الفاسدين من أجل إعادة النظام البائد للسلطة”، بحسب البيان.
إعلان “الدعم السريع” جاء عقب يوم واحد من تداول أنباء عن محاولة أعضاء حزب المؤتمر الوطني السوداني، المنحل عام 2019 بعد إسقاط زعيمه عمر البشير من سدة الحكم على وقع احتجاجات، العودة إلى واجهة الأحداث من جديد.
وتداول ناشطون سودانيون أنباء تحدثت عن اجتماع عقد أخيرًا في ولاية الشرق، بين الجيش السوداني وأعضاء من الحزب المنحل، في إشارة إلى أن “رموز النظام السابق” يهدفون من هذه الاجتماعات إلى الانحياز للجيش في صراعه المسلح بمواجهة قوات الدعم السريع.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه المعارك على الأرض، قال وزير الخارجية السوداني علي الصادق إن الحديث عن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة يعتبر غير دقيق، ولا يعكس واقع الحال.
وأكد الصادق في حديث لوكالة الأنباء السودانية، أمس الجمعة، أن المفاوضات غير المباشرة لم تستأنف أعمالها بصورة جدية بعد.
وأضاف أن القبول بهدنة أخرى مشروط “بالتزام المتمردين بإخلاء المرافق العامة، والخروج من بيوت المواطنين والكف عن عمليات السلب والنهب وقطع الطرقات وتعطيل حياة الناس”.
ويبقى صراع الجنرالين مفتوحًا على جميع الاحتمالات والمفاجآت السياسية والعسكرية، بحسب المراقبين، لاسيما إذا انضم أعضاء حزب المؤتمر الوطني إلى الجيش؛ الأمر الذي قد يعني بالضرورة رفض قوى الحرية والتغيير ومعظم مكونات المجتمع المدني لهذا الأمر؛ ما قد يدخل السودان في مرحلة “الصوملة”.