الخطاب الإلهيتوب ستوري

لأداء الحج.. باكستاني يقطع المسافة إلى مكة سيرًا على الأقدام

التقط الشاب الباكستاني عثمان أرشد أنفاسه بارتياح عقب وصوله إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ‏بطريقة غير تقليدية حيث قطع المسافة إلى السعودية سيرًا على الأقدام، وفقا لحديثه لموقع “سكاي نيوز ‏عربية”.‏

ويتحدث أرشد، المُحب لرياضة المشي عن تجربته  قائلا: “شعرت أن الرحلة ‏ستمنحني فرصة الاقتراب إلى الله بصورة أكبر، أعتقد أن الإنسان يرى في الطريق مختلف إبداعات الله، ‏واختبرت ذلك خلال التنقل من دولة إلى أخرى على أقدامي”.‏

ويضيف الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاما : “واجهت رفض من أسرتي في ‏بداية الأمر عندما أخبرتهم بنيتي، كان لديهم تخوف من تعرضي للخطر أثناء الرحلة، لكن عند تأكدهم من ‏وجود تخطيط واضح للرحلة حصلت على موافقتهم للإنطلاق إلى مكة المكرمة”.

 

لم تكن تجربة المشي لمسافات طويلة بالأمر الجديد في حياة أرشد، بحسب تصريحاته له, فقد اتجه في عام 2021 إلى مدينة أوكارا على الحدود الباكستانية ليقطع مسافة تصل إلى 1270 كم ‏خلال 34 يوما، اكتسب خلالها الكثير من الخبرات.‏

وعن الاستعدادات التي سبقت التجربة يذكر: “عملت لمدة 10 أشهر من ‏أجل الإعداد إلى الرحلة، قمت بدراسة الدول التي سأتنقل عبرها، والتعرف على كيفية الحصول على ‏تأشيرة لدخولها فضلا عن تحديد الصعوبات التي ستواجهني في الطريق”.‏

ويتابع الحاج الباكستاني: “عند تجهيز كافة احتياجتي انطلقت من باكستان ‏متجها إلى إيران ومنها إلى الإمارات ثم دلفت إلى السعودية، قطعت نحو 5400 كيلومتر في مدة وصلت لـ 6 ‏أشهر و13 يوما، عشت خلالها تجربة لن أنساها قط”.‏

عايش أرشد خلال الرحلة الكثير من التحديات والظروف المتقلبة، بحسب وصفه لموقع “سكاي نيوز ‏عربية”، بداية من التحرك وسط أجواء حارة داخل بلاده ثم التعرض لموجة طقس باردة عند وصوله إلى ‏إيران فضلا عن الرياح الشديدة وهو ما تسبب في إصابته بالإعياء الشديد ذات مرة.‏

ويسترسل : “لا شيء أصعب من حلول الليل خلال مروري بمناطق ‏صحراوية غير مأهولة بالسكان، كنت أحتمي حينها داخل خيمتي الصغيرة حتى شروق الشمس، وعند نفاذ ‏طعامي لم يكن هناك مفر من أكل قطع صغيرة من الخبز حتى أتمكن من مواصلة الطريق”.‏

 

إصابات

ويردف الشاب الباكستاني : “السير لمسافات طويلة يوميًا أسفر عن إصابة قدمي ‏لكنني لم أستسلم لحظة، عندما أشعر بالإحباط أفكر فورًا في وجهتي الجميلة وأمنية الوصول إلى الحرم ‏المكي، ساعدني ذلك على عدم الاكتراث بالصعوبات”.‏

حرص أرشد على توثيق تجربته طوال الوقت من خلال الفيديوهات والصور ومشاركتها مع متابعيه على ‏مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا علي على فرحته تجاه ردود فعل الناس الإيجابية ‏حول خطواته وتشجيعهم المستمر أثناء التحرك بين المناطق المختلفة.‏

انتهت المشقة واختفى الاحساس بالإرهاق لحظة العبور إلى السعودية ورؤية أرشد للكعبة، يقول “شعرت بسعادة بالغة لتحقيق حلمي، وأنني شخص محظوظ لاقترابي من ‏الحرم المكي بعد مجهود متواصل لعدة أشهر”.‏

 

داخل السعودية اتجه أرشد إلى السفارة الباكستانية لاستكمال بعض الإجراءات الخاصة بالحج،  ثم التقى بعدد من أفراد أسرته، فيما فوجيء باهتمام وسائل الإعلام ومواقع ‏التواصل الاجتماعي برحلته المميزة.‏

ويختتم أرشد حديثه قائلا: “الآن سأترك نفسي في رحاب التجربة الأهم وهي ‏الحج، ورسالتي لكل شخص لديه حلم لابد من التحلي بالإيجابية والحفاظ على المعنويات مرتفعة وتجاهل ‏الانتقادات والتفكير فقط في هدفك”. ‏

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button