حث الإسلام على الإحسان إلى اليتيم، فهو طفل فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم، فإذا بلغ الحلم زال عنه وصف اليتيم، وقد يفقد أبويه الاثنين، وعندها سيكون في أشد الحاجة والضرورة للرعاية، وهذا كله إذا فقدهما ولم يخلّفا ما يكفيه من المال، ولكن إن ترك له أبواه مالاً يقوم بحاله، فإنه لا يكون محلاً للصدقة، وإنما محلاً للعناية بماله والإحسان إليه حتى ينمو ماله، وهو محل العناية به من حيث تربيته وتعليمه وإرشاده وحفظه عن كل ما هو سيء، وقد جعل الإسلام أكل مال اليتيم من السبع الموبقات وهي المهلكات، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ).[٤][٥]
وعلى من كان عنده يتيم أو يتيمة أن يحسن ويعطف عليهما، وأن يحفظ مالهما عما لا ينبغي، وأن يعمل على تنميته، وقد أكّد القرآن الكريم على أنّ إكرام اليتيم سبيل للفوز بالجنة، وحذر من إهانته وإيذائه بأي نوع، واعتنى الإسلام باليتيم سواءً بالكتاب أو السنة، وقد ظهرت عناية القرآن باليتيم منذ نزوله إلى أن أتمّ الله دينه، فما أحوج اليتيم الذي فقد القلب الذي يحنو عليه إلى عناية من الله ووصية منه لحفظ نفسه وماله، ليصبح رجلاً يعمل بدون أن يكون عِبئاً على أمته.[٦][٧]