كيف قتل الخوف ومرض كورونا أحد الشباب
من بين الجانحين هؤلاء الشاب محمد نادى وهدان، 29 عامًا، والذى لم يعترف بتحذيرات الجهات الطبية المعنية بالعالم كله، بداية من منظمة الصحة العالمية، وصولاً إلى وزارة الصحة المصرية، من خطورة فيروس كورونا، الذى هدد العالم بأكمله.
ونشر محمد، والذى يسكن فى محافظة المنوفية، ويعمل فى مجال السياحة، فيديو على صفحته الشخصية فى “فيس بوك”، يوم 16 مارس الماضى، عبر فيه عن استهتاره الشديد بفيروس كورونا، مؤكدا أن ذلك الأمر مصطنع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لضرب اقتصاد دولة الصين.
لكنه وبعد أسابيع من ممارسة حياته الطبيعية، ظهرت عليه أعراض المرض، وتم نقله لمستشفى 15 مايو للعزل جنوب القاهرة، عقب تأكد عينات تم أخذها منه وتبين إيجابية الإصابة بالفيروس، وبعد يومين من حجزه بالمستشفى ظهرت شدة وخطورة المرض عليه، وظل يوميا يقوم ببث فيديوهات عبر صفحته الشخصية، يوضح للمواطنين خطورة الإصابة بالفيروس مطالبًا إياهم بالاهتمام بأنفسهم وعدم الخروج من منزلهم بسبب خطورة الفيروس.
وكتب محمد وهدان على صفحته الشخصية فيس بوك قائلا: “ياما اتقالى خليك فى بيتك بلاش خروج وأنا ولا حياة لمن تنادى ذلا منى وراء لقمة العيش الكاذبة، أرجوكم بلاش استهتار لأنه مرض مش سهل وقاتل وبيدمر كل حتة فيك، محدش بيموت من الجوع متغامرش بحياتك، المرض منتشر جدًا فى مصر وخصوصا المنوفية، أنا للأسف عديت إخواتى، ابقى فى بيتك المرض قاتل لعين وادعولى من قلبكم بنية للشفاء العاجل من هذا الفيروس، فضلا وليس أمرًا جزاكم الله خيرًا”.
اعتراف محمد بالمرض جاء بعدما أصيب به ليس هو فقط بل والده أيضًا، فكتب فى 4 مايو تدوينة قال فيها “أرجوكم يا جماعة ادعوا لوالدى الحاج نادى وهدان فى مستشفى الصدر، لأنه مصاب بكورونا ارجوكم حالته وحشة، يارب هونها بقا، يا ترى مين عليه الدور تانى”.
ليعلن أصدقاؤه وفاته فجر الثلاثاء 12 مايو، وتم تشييع جثمانه وسط حالة حزن كبير من أهالى قريته طه شبرا التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، وذلك لأنه كان شاب يتمتع بخلق حسن.
الخوف قتل شاب المنوفية، الخوف الذى تحول إلى استهتار فى بداية الأمر، ثم الخوف من المرض نفسه الذى سيطر عليه فى أثناء إصابته، ربما يكون تعليق الدكتور محمد علام، نائب مستشفى النجيلة للعزل فى مطروح، على هذه المسألة هو الأدق.
ووجه نائب مستشفى النجيلة للعزل فى مطروح، رسالته للجميع بعدم الخوف قائلاً: “محدش يدخل على المرض وهو مستسلم وخلاص إنه هيموت، الأعمار بيد الله ونسبة الشفاء كبيرة جدًا جدًا، طبعًا هناك نسبة ينتصر عليهم المرض، ولكنها نسبة قليلة جدًا”.