كيف صنع فكر الإخوان «كاميكاز العائلات المفخخة»!
والظاهرة جدية وتدعو للدراسة والتحليل العميق، فعلى اختلاف الظروف الاجتماعية أو الأوضاع الأسرية، تبقى فكرة “العائلات المفخخة” أو “الكاميكاز” كما أسمتها الصحف الإيطالية من قبل، سمة مشتركة لكثير من عمليات الإرهاب وعباءات التطرف شرقًا وغربًا، ففى سريلانكا مثلاً كانت المفاجأة أن اثنين من منفذى الهجمات الدامية هما أخوان، والأكثر غرابة أنهما ينتميان إلى عائلة يمكن وصفها بـ”الانتحارية”.
وتشير المصادر السريلانكية إلى أن الأخوين اللذين نفذا إحدى الهجمات الدامية خلال “أحد الفصح”، هما إلهام إبراهيم وإنشاف إبراهيم، الذين فجّرا نفسيهما فى فندقى “شنغرى-لا” و”سينامون ريد”، بعدما دخلا على أنهما زبونان عاديان يريدان تناول وجبة الإفطار.
وفى الوقت الذى تحاول فيه السلطات التوصل إلى أسباب اعتناق الشقيقين، وهما فى أواخر العشرينات من عمرهما، للفكر المتطرف، تكتشف أن عائلتيهما تحولتا إلى “خلية إرهابية”، وحين داهمت الشرطة بيت أحد الأخوين، قامت زوجته بتفجير نفسها، مما أدى إلى مقتلها ومصرع اثنين من أبنائها وثلاثة من أفراد الشرطة.
ويسرد أحد المحققين كيف أن الأسرة كانت عبارة عن خلية إرهابية، موضحًا أنه “كانت لديهم الأموال والحوافز، ومن المرجح أن يكونوا قد أثروا على أفراد عائلتهم”. علاوة على أنهما ينتميان لعائلة ثرية لا تعانى أى مصاعب مالية، فالأخوان كانا شريكين فى محل والدهما، يونس إبراهيم، الذى اختص فى تصدير التوابل إلى الخارج.
عائلات «الكاميكاز»
ووفقًا للصحفية الإيطالية سعاد سباعى، فإن فكرة الكاميكاز أو العائلات الانتحارية، هى مسار كلاسيكى لصناعة وزرع الفكر المتطرف، فالبداية تبدأ من عدد من الدعويين المرتبطين بتنظيم الإخوان الإرهابى حول العالم، ثم تنتشر دعوتهم المتطرفة إلى شخص من أفراد الأسرة، والذى يتحول بنفسه إلى داعية إرهاب داخل أسرته، ويمكن أن يستخدم أبناءه أنفسهم وقودًا تفجيريًا لحساب الإرهاب، وهو ما حدث فى إندونيسيا العام الماضى، عندما استخدم الإرهابيون المرتبطون بخلية “داعش” الإندونيسية، المعروفة باسم “أنصار الدولة”، أولادهم، والذين تتراوح أعمارهم بين 9 و18 سنة، لتفجير الكنائس المسيحية.
أبرز هجمات الأشقاء الإرهابيين حول العالم
فى سرد سريع لأحدث سنوات صراع العالم مع الإرهاب، تكتشف أن أشقاء كانوا وراء أكبر وأهم عمليات الإرهاب الأكثر دموية حول العالم.
ففى هجمات 11 سبتمبر، شارك ستة أشخاص تربطهم قرابة عائلية، وهم: “وائل الشهرى، ووليد الشهرى”، “أحمد الغامدى، وحمزة الغامدى”، و”نواف الحازمى، وسالم الحازمى”، وجميعهم أشقاء.
وفى 15 أبريل 2013، كان الأخوان جوهر وتامرلان تسارنييف ينفذان هجوم ماراثون بوسطن.
أما فى 2 ديسمبر عام 2015، اشتركا سيد فاروق وزوجته تاشفين مالك فى عملية إطلاق النار الإرهابية على مركز لذوى الاحتياجات الخاصة فى كاليفورنيا.
وفى 9 نوفمبر 2005، نقذت ساجدة الريشاوى وزوجها تفجيرات عمان.
وفى 7 يناير 2015، نفذا الأخوان شريف وسعيد كواشى هجوم شارلى إيبدو الشهير فى فرنسا.
وفى 13 نوفمبر 2015، تشاركا الأخوان صلاح وإبراهيم عبد السلام فى هجمات باريس.
وفى 22 مارس 2016، نفذا الأخوان خالد وإبراهيم البكراوى هجوم ميترو مولنيك ومطار بروكسل الدولي.
فى 13 مايو 2018، فجّرا شقيقان نفسيهما أمام كنيسة سانتا ماريا الكاثوليكية فى مدينة سورابايا بإندونيسيا
فى 14 مايو 2018، أسرة من 5 أفراد تنفذ هجومًا انتحاريًا استهدف مركز للشرطة فى مدينة سواربايا.