مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا يتحصن كل حزب من الأحزاب الأربعة الرئيسية بمناصريه، من أجل الفوز بأكبر نسبة تضمن له فوزًا يتيح مشاركته وفرض أجندته السياسية الخاصة داخل أروقة الحكم.
ورصدت دراسة جديدة لديموغرافية الناخبين واتجاهات التصويت خلال الانتخابات الفيدرالية المبكرة القادمة المقررلها 23 من فبراير، ورأت الدراسة أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” الذي يدفع بزعيمته أليس فايدل للمنافسة على كرسي المستشارية، تتنامى بين أنصاره نظرة يمينية متطرفة، إلى جانب تصاعد نبرة كراهية الأجانب.
وبحسب الدراسة، فإن نحو 22% من الذين سيصوتوا لحزب “البديل من أجل ألمانيا” لديهم رؤية متطرفة يمينية تمامًا، وبحسب القائمين على الدراسة فإن الحزب يستهدف في المقام الأول الأشخاص الذين لديهم قدر ضئيل من التعليم الرسمي.
وذكرت الدراسة أنه على عكس من حزب “البديل من أجل ألمانيا” يأتي حزب “الخضر” الذي يخوض السباق الانتخابي بمرشحه روبرت هابيك، ويتركز مناصروه بين الأشخاص ذوي المستوى المرتفع من التعليم والدخل، بحسب “إن تي في” الألماني.
وبحسب تحليل أجرته جامعة لايبزيج، فإن حزب “البديل من أجل ألمانيا” يضم ناخبيه في المقام الأول بين الأشخاص ذوي الدخل المتوسط والعاطلين عن العمل، وأن عددًا قليلًا نسبيًا من الناخبين للحزب الشعبوي اليميني يتمتعون بمستوى عالٍ من التعليم.
وتبلغ نسبة الرجال بين الذين قالوا إنهم سيصوّتون لصالح حزب “البديل من أجل ألمانيا” أعلى من أي حزب آخر بنسبة 70.6%.
التعليم العالي
وعند تقييم نتائج استطلاع رأي تمثيلي أجري في الفترة من 28 مارس إلى 18 يونيو 2024، وجد العلماء بقيادة أوليفر ديكر، وإلمار براهلر أيضًا أن ثلث (33.6%) فقط من ناخبي حزب الخضر هم من الرجال.
يتمتع أكثر من نصف الناخبين الخضر (53.3%) بمستوى عالٍ من التعليم، كما أن 44% من الأشخاص الذين قالوا إنهم يريدون التصويت للخضر لديهم دخل أسري شهري يزيد على 3500 يورو.
وهذا يعني أن نسبة ذوي الدخول المرتفعة بين الناخبين الخضر أعلى من تلك بين مؤيدي جميع الأحزاب الأخرى، وبحسب الدراسة، ينتمي 37% من ناخبي الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي إلى هذه الفئة من الدخل، و36% من ناخبي الحزب الديمقراطي الحر، و33% من ناخبي الحزب الديمقراطي الاجتماعي.
كراهية الأجانب
من بين جميع أبعاد المواقف المتطرفة اليمينية، تتمتع كراهية الأجانب بأعلى مستوى من الموافقة عبر الخطوط الحزبية، وبحسب المعلومات فإن 22% من ناخبي حزب البديل لألمانيا لديهم رؤية عالمية متطرفة يمينية تمامًا، ووفقًا للدراسة، أعرب ما يقرب من عشرة في المئة من غير الناخبين أيضًا عن آراء مماثلة.
وبحسب الدراسة، فإن 2.5% من ناخبي “الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي” يتبنون مثل هذه النظرة العالمية اليمينية المتطرفة، أما بالنسبة لأنصار الأحزاب الأخرى، فقد كانت القيم أقل بكثير، أو في حالة الخضر، كانت صفرًا.
الانتخابات الفيدرالية
خسر المستشار أولاف شولتس تصويت الثقة في البرلمان الألماني، بعد نزاع طويل الأمد حول الميزانية، إذ حصل شولتس على دعم 207 أعضاء فقط، بينما صوّت 394 ضده، مع امتناع 116 عن التصويت. هذه النتيجة لم تكن مفاجئة، إذ وصفها شولتس نفسه بأنها خطوة نحو تأمين انتخابات وطنية مبكرة للخروج من مأزق الائتلاف الهش الذي حكم البلاد منذ نوفمبر 2021.
والحكومة الائتلافية التي قادها شولتس، والمكونة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، حزب الخضر، الديمقراطيين الأحرار، عانت من اضطرابات مستمرة، ويبدو أن الانتخابات المقبلة ستعيد رسم الخريطة السياسية، مع توقعات بتصدر الاتحاد الديمقراطي المسيحي “الاتحاد الاجتماعي المسيحي” بقيادة فريدريش ميرز.
لأول مرة سيكون هناك 4 مرشحين لمنصب المستشار في حملة انتخابية، ويعد كل من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي أول من اتخذ القرار مع زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد فريدريش ميرز.
واختار حزب الخضر، وزير الاقتصاد روبرت هابيك، كمرشح له لمنصب المستشار في مؤتمر حزبه، ودفع مجلس إدارة حزب البديل من أجل ألمانيا بزعيمة الحزب أليس فايدل، وستجرى الانتخابات الجديدة في 23 فبراير 2025.
