ظاهرة تستحق المشاهدة تلك التي تجعلك تقف مشدوها إذا ما قررت الذهاب إلي معرض القاهرة الدولي للكتاب قهناك ستجد فى الموعد المحدد وأمام بوابات المعرض الآلاف من محبى الكتب يحجون من كل فج عميق فى مصر والعالم العربى، صوب معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 53، حيث يتكاتف الجميع لإنجاح المعرض، سواء جهات منظمة أو ناشرين أو جمهور،
الجميع يلتزم بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد، كما استجابت الجهات المنظمة لمطالب الجماهير، وتخلت عن شرط دخول الزوار إلى المعرض مع تقديم شهادة اللقاح، والاكتفاء بتقديم شهادة اللقاح فى حال رغبة الزائر حضور ندوات النشاط الثقافى داخل القاعات، وقد لا تُطلب شهادة اللقاح داخل صالات بيع الكتب بشرط الالتزام بالكمامة والإجراءات الاحترازية، والسماح بالدخول المجانى للأطفال أقل من 12 سنة، وكبار السن، وذوى الاحتياجات الخاصة ومرافقيهم، كما تم السماح بحجز التذاكر عبر الموقع الإلكترونى وكذلك من أمام البوابات لمن يرغب، من أجل تسهيل إجراءات الدخول طوال أيام المعرض الممتد من 26 يناير الماضى حتى 7 فبراير الجارى، فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت شعار “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”.
وحول حفلات التوقيع التى تنظمها دور النشر فى أجنحة المعرض عادة لتنشيط المبيعات، فقد عادت هذا العام لواجهة المعرض بعد منعها فى الدورة الماضية بسبب الإجراءات الاحترازية، ولن يتم عقد ندوات أو حفلات توقيع إلا بإخطار مسبق وبالاتفاق مع الجهات المنظمة للمعرض، وفى حال مخالفة هذه الإجراءات توقع غرامة مالية على العارض أو الناشر، وفى حال تكرار المخالفة يتم غلق الجناح لنهاية المعرض، ويتم عقد أنشطة المعرض فى مناطق مفتوحة أو شبه مفتوحة خصوصا ما يخص الندوات وحفلات التوقيع، ويتم توفير سيارات كهربائية لأول مرة لتوصيل رواد المعرض بين القاعات، بالإضافة لتخصيص أماكن لاستراحة الزوار، وتوفير مراكز متخصصة فى توفير لقاحات فيروس كورونا بالتعاون وإشراف وزارة الصحة.
ومن الأمور التى يتميز بها المعرض فى دورته الحالية، الاحتفاء الواضح بالطفل، عبر تخصيص نصف قاعة كاملة لدور نشر الأطفال، فى تجربة غير مسبوقة أطلق عليه “معرض كتاب الطفل”، والذى يقدم أنشطة متنوعة تتميز بالتفاعلية بين الأطفال الزوار والقائمين على أجنحة المعرض، بما فى ذلك مسرح للعرائس وأنشطة لذوى الهمم من الأطفال، والألعاب التى تقدم بالمجان لجميع الأطفال، ونجحت إحدى الشركات الخاصة، فى أن تحظى بقبول الأطفال بعدما سمحت لهم بنشر قصصهم، بشكل مجسم عن طريقة الديجيتال، على أن تطرح عبر تطبيق إلكترونى يمكن من قراءتها وسماعها.
وعن معرض كتاب الطفل، صرح الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بأن معرض كتاب الأطفال يعد الإضافة الأبرز للمعرض فى دورته الحالية، وأكد أن مصر كانت تشهد معرضا للطفل، لكنه توقف قبل 20 عاما، لافتا إلى أن المنطقة المخصصة لمعرض كتاب الطفل، تضم أربعة أجزاء، منها مسرح للحكى والندوات، ومساحة مفتوحة لكى يجلس فيها الأطفال ويستخدمون نظارات الواقع الافتراضى، لعرض جزء من قصة الكاتب عبد التواب يوسف، رائد الكتابة للأطفال وشخصية معرض كتاب الطفل لهذا العام، فضلا عن تخصيص مساحات للرسم والتلوين.
كما تركز الدورة الحالية للمعرض على البرنامج المهنى الذى تولى إدارة المعرض اهتمامًا كبيرًا به، لأنه يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، ويسعى لتوفير منصة مهنية متخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقى بالمنتج الثقافى العربى، وذلك عبر سلسلة من المؤتمرات والبرامج وورش العمل والجلسات المتخصصة، ويضم سبعة محاور رئيسية، هى: برنامج كايرو كولينج للناشرين الأجانب، ويحضرها ناشرون من أكثر من ١٥ دولة غير عربية.
ثم المؤتمر الدولى لتعاون الناشرين فى عصر ما بعد كورونا، والذى ينظم بالتعاون مع معرض بكين الدولى للكتاب افتراضيا، ويضم كلمات مسجلة لأكثر من ٣٠ متحدثا من مختلف الدول حول موضوع “سبل التعاون وتعزيز التنمية المشتركة فى صناعة النشر”، ثم مؤتمر “الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم” بمشاركة وزارتى الثقافة والهجرة ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومركز أبوظبى للغة العربية ودولة اليونان ضيف الشرف، ويضم مؤتمرا افتتاحيا وثلاث ورش متخصصة حول الترجمة من العربية، ثم البرنامج التدريبى للناشرين والذى يضم خمس ورش تدريبية متخصصة يحاضر فيها ناشرون ومتخصصون فى الجوانب المتعلقة بصناعة النشر، وتهدف لتقديم معرفة احترافية للناشر المصرى.