كتب تاريخ القاهرة تحكي حكايات وتراث الماضي وتنفي الاكاذيب
للقاهرة نصيب من اسم المعرض الدولى للكتاب الذى يحمل اسمها، فخلال أيام المعرض كانت المدينة الألفية محل تكريم وتقدير، الكتب التى تحمل اسمها ضمن الأكثر مبيعا، والكتب التى تتحدث عن بعض تفاصيلها تلقى الرواج الواسع،
والجميع يتحدث بمفاخر المدينة وتاريخها العريض والطويل، وتجارب البشر لا تنتهى فى النظر باختلاف ينتج جديدا عن المدينة، إذ حملت المطابع جديد الكتب التى تتحدث عن المدينة لتضاف إلى ثروة هائلة وفريدة تمتد لقرون وقرون من الكتابة عن المدينة التى لا تفنى عجائبها ولا تنتهى الكتابة عنها.
البداية كانت مع دار الآفاق العربية، التى أصدرت عدة عناوين تدور حول فلك القاهرة، ويأتى فى مقدمتها كتاب «منطقة الدرب الأحمر.. دراسة أثرية وثائقية»، للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، والذى يتناول المنطقة التاريخية الواقعة على يسار الخارج من باب زويلة، والمعروفة تاريخيا باسم منطقة الدرب الأحمر، والتى تعود بتاريخها لأكثر من ألف سنة، أى منذ لحظة تأسيس مدينة القاهرة على يد جوهر الصقلى، ويعتمد الكتاب على ما كتب فى المصادر الإسلامية القديمة فضلا عن الوثائق والوقفيات المحفوظة، لرصد كل ما يتعلق بالمنطقة الغنية بالتاريخ والآثار وحكايات البشر.
ويدحض الكتاب أسطورة شائعة بين أهالى الحى وبعض رواد مواقع التواصل حول أصل تسمية «الدرب الأحمر»، إذ ترددت أسطورة بأن دماء المماليك إثر مذبحة القلعة الشهيرة هى التى تدفقت من القلعة إلى الشارع فعرف بهذا الاسم، وهى أسطورة لا أصل لها، إذ أثبت الدكتور إسماعيل أن اسم الشارع يرجع إلى باب قديم ذكره مؤرخو العصر المملوكى تحت اسم «الباب الأحمر»، والذى تحول إلى درب الباب الأحمر، ومن ثم سقط اسم الباب وأصبحت المنطقة تحمل مسمى «الدرب الأحمر» الشهير.
إذا تركنا الدرب الأحمر وتوجهنا إلى باب زويلة ودخلنا من بوابة التاريخ، سنجد شارع المعز لدين الله الفاطمى الذى يمتد من باب زويلة إلى باب الفتوح، وهو موضوع كتاب «شارع المعز لدين الله.. الشارع الأعظم للقاهرة القديمة» للدكتور محمد الششتاوى، والصادر عن دار الآفاق العربية، ويقع فى أربعة أجزاء، وهو من أهم الكتب التى صدرت عن تاريخ مدينة القاهرة، ويعد من أكبر الدراسات الشاملة عن تاريخ شارع المعز الذى يعد الشارع الرئيس فى المدينة على مدار أكثر من ألف عام.
وإذا كانت بعض الكتب تتحدث عن القاهرة كما كانت، فإن بعض الكتب تتحدث عن القاهرة كما يتخيلها المبدعون، وهذا مدار الكتاب الصادر حديثا عن دار المرايا للثقافة والنشر، بعنوان «القاهرة السينمائية.. عن المدينة والحداثة ما بين الصورة والواقع»، وهو تأليف جماعى يتصدرهم الدكتور نزار الصياد، أستاذ العمارة والتخطيط العمرانى فى جامعة كاليفورنيا، والدكتورة هبة صفى الدين، أستاذة الهندسة المعمارية والتصميم الحضارى فى جامعة مصر الدولية.