دائما ما تمتاز بطولة كأس العالم على مر تاريخها، باكتشاف المواهب فيها أو تصديرها لمواهب جديد للعالم سواء أكانت لاعبين شباب أو كبار ومدربين وإظهار أساطير جديدة وتحطيم أرقام قياسية وصناعة تاريخ للجميع.
وامتازت بعض المنتخبات من كبار كأس العالم، أو أصحاب التاريخ في البطولة، بتصدير المواهب لأوروبا بشكل خاص ولكرة القدم بشكل عام، سواء أكان بسبب ظهورهم بشكل مميز في المونديال أو إضافة تاريخ جديد لهم بسبب مستواهم في البطولة.
ومع اقتراب انطلاق نسخة جديدة من كأس العالم والتي ستبدأ بعد أيام قليلة في دولة قطر لعام 2022، كان لابد من أن نتذكر المنتخبات التي صدرت العديد من المواهب لكرة القدم ولها تاريخ أيضا في المونديال ونتحدث عنها بشيء من التفصيل.
مواهب تغزوا العالم عن طريق المونديال
و في التقرير التالي أبرز المواهب التي صدرتها المنتخبات التي تملك تاريخ حافل في المونديال إلى العالم، ليس فقط بسبب المونديال ولكن قد يكون لامتياز هذه البلاد بالمواهب، وذلك يتضح فيما يلي:
-البرازيل
منتخب البرازيل هو المهيمن على تاريخ كأس العالم، فهو أكثر الفائزين باللقب على مر التاريخ برصيد 5 نسخ، ولكن تمتاز هذه الدولة أيضا بأنها دائما مليئة بالمواهب ومنهم من ظهر في المونديال أيضا، أمثال الأسطورة بيليه الذي كانت بداية ظهوره في نسخة 58 من البطولة.
وحصل بيليه على الفرصة على يد المدرب فيسنتي فيولا لأول مرة في مونديال 58 وحصده مع منتخب البرازيل، ليبدأ في كتابة التاريخ بعد ذلك كأكثر من فاز باللقب برصيد 4 مرات، وخامس هداف للبطولة برصيد 12 هدفا، بخلاف تاريخه الحافل في تسجيل الأهداف ومع المنتخب والأندية التي لعب لها وهو ما يحتاج تقرير منفصل للحديث عنه.
كما ظهر مع منتخب البرازيل بشكل بارز أسطورة مثل رونالدو، وهو ثاني هداف في تاريخ كأس العالم برصيد 15 هدفا، وحصد اللقب مرتين، بل وأصبح أسطورة من أساطير اللعبة بشكل عام سواء مع المنتخب أو كبار أوروبا الذين لعب لهم.
وأيضا رونالدينيو أسطورة كرة القدم البرازيلية المعروفة للجميع، والذي حصد لقب كأس عالم واحد مع منتخب بلاده وكتب تاريخ كبير مع المنتخب والأندية ليظل اسمه محفورا في تاريخ اللعبة، بخلاف العديد من المواهب الأخرى التي أخرجتها البرازيل لنا مثل نيمار دا سيلفا، وجابرييل جيسوس وأليسون بيكر، وإيمرسون وكافو وريفالدو وغيرهم الكثير جدا.
-فرنسا
تعتبر فرنسا صاحبة النسختين من كأس العالم 98 و2018، وصاحبة التاريخ العريض في البطولة أو في المحافل الدولية والأوروبية عموما من الدول المصدرة للمواهب بشكل كبير جدا، وأبرز موهبها لها كانت بدايتها في المونديال هي زين الدين زيدان أسطورة المنتخب وريال مدريد والذي ظهر في مونديال 98 لأول مرة وساعد بلاده في حصد اللقب، وظل يكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ اللعب، وحتى عند اعتزاله كتب تاريخ عريض مع ريال مدريد وبالتحديد في حصد 3 نسخ من دوري أبطال أوروبا، وغيرها من البطولات مع عملاق إسبانيا، ليصدر لنا الديوك أسطورة كلاعب ومدرب.
وأيضا هناك ديديه ديشامب الذي وضع اسمه في التاريخ كلاعب يحصد كأس العالم مع فرنسا في 98، ثم يعود ليحصدها مرة أخرى ولكن كمدرب في 2018 على حساب كرواتيا وفي منتصف هذه الفترة كان يقدم أداء ممتاز مع المنتخب كمدرب له.
وهناك العديد من المواهب الأخرى التي صدرتها فرنسا لنا مثل كيليان مبابي ونجولو كانتي وأنطوان جريزمان ويوري دجوركاييف وتير هنري وغيرهم الكثير.
-الأرجنتين
بالطبع الأرجنتين التي تملك لقبين كأس عالم في 86 و78، غنية عن التعريف في تصدير المواهب، فقد صدرت للعالم موهبتين سيظلان أسطورتان لكرة القدم حتى نهاية الزمان، وأولهما هو دييجو أرماندو مارادونا أسطورة الأرجنتين والعالم، والذي صنع تاريخ لمنتخب بلاده بعدما ساعدهم في حصد نسخة من نسختي المونديال، بخلاف صناعة اسم وتاريخ الفرق التي لعب لها مثلما فعل مع نابولي، وحتى وقتنا هذا وحتى بعد وفاته لازال اسمه يتردد كأحد أساطير اللعبة والمونديال.
والأسطورة الثانية بالطبع هو ليونيل ميسي، الذي بالرغم من عدم فوزه بكأس العالم حتى الآن، إلا أنه واحد من أساطير اللعبة وذلك بسبب مهاراته الغريبة وحصده للعديد من البطولات وتأثيره الواضح مع فريقه القديم برشلونة، وحتى مع المنتخب عندما ساعدهم وحصد لقب كوبا أمريكا النسخة الماضية، ولكن لم يتمكن حتى الآن من الفوز بالمونديال وفرصته الأخيرة في النسخة التي ستبدأ هذه.
ويوجد العديد من المواهب الأخرى في تاريخ الأرجنتين، مثل كيمبس وباساريلا وباتيستوتا وزانيتي وأجويرو ولاوتارو مارتينيز غيرهم الكثير.
-ألمانيا
هي ثالث أكثر الفائزين بكأس العالم على مر التاريخ، حيث فازت بأربعة نسخ من المونديال وهي 1954، و1974، و1990، و2014، وتميزت ألمانيا دائما بمستواه المميز بفضل اللاعبين الموهبين التي تمتلك طوال تاريخها بل والمدربين الألمان المميزين التي تعتمد عليهم، ومن أبرز لاعبي ألمانيا بيكنباور الذي يعتبر من أشهر الأسماء الألمانية فقد تمكن من حصد كأس العالم مع ألمانيا كلاعب في 74، وعاد أحرزها كمدرب لمنتخب بلاده في نسخة 90، وفاز أيضا كلاعب ببطولة كأس أمم أوروبا 72، وكلاعب حقق العديد من الإنجازات والبطولات مع بايرن ميونخ أيضا سواء الدولية أو المحلية، وكل ذلك كان كافيا لنجد اسمه دائما في تشكيل العام للاعبين التاريخين ويظل اسمه محفورا في تاريخ اللعبة.
وهناك أيضا ميروسلاف كلوزه، هو أحد المواهب الألمانية المعروفة للجميع على مر التاريخ، فهو حاليا هداف كأس العالم حتى الآن برصيد 16 هدف، وهداف تاريخي لمنتخب ألمانيا بـ71 هدفا، وشارك في 4 نسخ كأس عالم مع ألمانيا في 2002، و2006، و2010، و2014، وحصد البطولة مرة وحيده في نسخة 14، وحقق أيضا إنجازات عديدة مع الفرق التي لعب لها، حتى حتى اعتزل عام 2016، واتجه للتدريب حيث عمل كمساعد مدرب مع منتخب ألمانيا وبايرن ميونخ، ويتولى حاليا تدريب نادي رايندورف آلتاخ النمساوي.
ويوجد أيضا العديد من المواهب الألمانية سواء في التدريب أو كلاعبين مثل، أوليفر كان، يورجن كلوب، وتوني كروس، و كارل هاينز رومينجيه، وجيرد مولر، ومانويل نوير، وهانز فيليك، ويواخيم لوف، وتوماس مولر، وغيرهم الكثير.
-إيطاليا
تملك إيطاليا هي الأخرى تاريخ حافل في سجلات كأس العالم، فهي ثاني أكثر الفائزين بالمونديال على مر التاريخ بحصدها أربع نسخ وهم 1934 و1938 و1982 و2006، بخلاف تحقيقها العديد من البطولات الدولية الأخرى، وأيضا أخرجت العديد من الأساطير والمواهب لكرة القدم، مثل مدربهم التاريخي فيتوريو بوتسو، الذي حصد معهم لقبين مونديال متتالين في 34 و38 كأول وأخر مدرب يفعل ذلك مع منتخب في البطولة.
ويملك المنتخب الإيطالي أيضا مواهب مميزة جدا في مراكز الدفاع مثل الأسطورة مالديني، الذي يملك اسما سيظل محفورا في تاريخ كرة القدم والاسم الأبرز في مركز الدفاع حتى يومنا هذا والأكثر ظهورا على منصات التتويج، وفرانكو باريزي أيضا أحد أساطير النزوري والفائز معهم بكأس العالم 82 بخلاف تاريخه الحافل مع المنتخب أو مع الأندية التي لعب لها وبالتحديد في المحافل الدولية الأوروبية.
وهناك العديد من المواهب الأخرى في التدريب والملاعب أصحاب التاريخ الحافل التي صدرتها إيطاليا إلى العالم وكرة القدم مثل، دي روسي، فرانشيسكو توتي، وباجيو، وبوفون، وأندريا بيرلو، وكنفارو، وجاتوزو، ونيستا، ومارتشيلو ليبي، وغيرهم الكثير.
-إنجلترا
على الرغم من فوزها بلقب كأس عالم وحيد في 1966، ولكن يعتبر منتخب إنجلترا من عمالقة العالم في كرة القدم، ومن أقوى المنتخبات طوال التاريخ ويملك أرقام وتاريخ مميز كل المحافل التي شارك فيها، بخلاف مواهب عديدة أخرجها للعالم مثل ألف راسي مدرب المنتخب الذي فاز معهم بأول وآخر مونديال لهم في التاريخ، وأيضا جاك تشارلتون وبوبي مور، نجمي دفاع المنتخبان واللذان ساهما في حصد مونديال 66.
وهناك العديد من المواهب الأخرى المميزة في عالم التدريب أو في الملاعب حتى الآن التي تم تصديرها من إنجلترا للعالم مثل، آلان شيرار، وواين روني، وهاري كين، وستيفن جيرارد، وبول سكولز، وجيمي كريجر، وغيرهم كثيرين.
-إسبانيا
منتخب إسبانيا أيضا الذي يملك لقب كأس عالم وحيد حصده في 2010، صدر العديد من المواهب واللاعبين والمدربين المميزين إلى العالم، وكان أبرزهم ديل بوسكي مدرب المنتخب الذي حصد معهم أول وآخر مونديال في تاريخهم، وكان معه عدة أساطير آخرين مثل إيكر كاسياس أسطورة حراسة المرمى في إسبانيا حتى يومنا هذا، وسيرجيو راموس وجيرارد بيكيه نجمي دفاع المنتخب.
كما ظلت إسبانيا تملك العديد من الأساطير والمواهب المحفورة أسمائهم في تاريخ كرة القدم مثل، أندرياس إنيستا، ودافيد فيا، وتشافي هيرنانديز وسيسك فابريجاز، وخينتو، وراوؤل جوانزليس، وألفيردو دي ستيفانو، والكثير غيرهم.
والآن أصبحنا على موعد مع انطلاق نسخة جديدة من بطولة كأس العالم، لنرى إذا كان سيظهر لنا منتخب جديد ينوي تصدير مواهب إلى العالم في مونديال قطر 2022 هذا، أم سيظل المستحوذين على التصدير كما هم.