قمة مكة الطارئة .. هل تنجح تشكيل ناتو عربي لمواجهة التحديات؟
اقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لقادة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى عقد قمتين طارئتين، عربية وخليجية، في مكة في الثلاثين من أيار/ مايو الجاري على هامش مؤتمر القمة الإسلامية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مسؤول بالخارجية قوله، إن القمتين المزمعتين ستبحثان “الاعتداءات الأخيرة على محطتي نفط بالسعودية والهجوم على سفن تجارية بالمياه الإقليمية الإماراتية وتداعياتها على المنطقة”.
الحاجة لبلورة موقف عربي موحد
يشير محسن أبورقبه العتيبي في صحيفة البلاد السعودية إلى “أهمية التوقيت لهذه القمة في ظل الأوضاع السياسية الملتهبة، والتوقعات التي قد تسفر عن سيناريوهات عدة تعيد للمنطقة هيبتها ومكانتها التي فقدتها جراء اهتزاز البيت الخليجي حتى أصبح من السهل اختراقه في ظل الظروف السائدة الآن”.
وتحت عنوان “قمّتا مكة العربية والخليجية رسائل تحذير لإيران لتغيير سلوكها”، كتب عمر البردان في اللواء اللبنانية يقول إنه من المتوقع “أن تكون القرارات التي ستتمخض عن القمم الثلاث التي ستشهدها مكة المكرمة، على درجة كبيرة من الأهمية، لناحية الخروج بموقف عربي وإسلامي متشدد تجاه إيران، وتوجيه رسالة حاسمة بمضامينها، بحيث أنه من غير المسموح تعريض أمن الدول الخليجية للخطر، على ما يحصل من استفزازات إيرانية، من خلال استمرار إطلاق الصواريخ الحوثية التي تأتمر بأوامر إيرانية إلى الأراضي السعودية، إضافة إلى استهداف مصالح دول خليجية أخرى، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، إذا لم يسمح لإيران بتصدير نفطها”.
كما يقول أحمد يوسف أحمد في الأهرام المصرية: “سوف تُحسن القمة صنعاً إن هي بلورت موقفاً عربياً موحداً في مواجهة التهديدات بعيداً عن أي دور خارجي، واستكشفت السبل المختلفة لوقف التصعيد الذى قد يفضى في لحظة طائشة لتعريض المنطقة لكارثة جديدة من نوع الحرب العراقية-الإيرانية، والغزو العراقي للكويت، والأمريكي للعراق وكلها كوارث ما أغنانا عنها وما أحوج الآخرين لها لابتزازنا”.
وتحت عنوان “العرب في قمة مكة”، يقول مشعل ابا الودع الحربي في السياسة الكويتية “قمة مكة سوف تجمع العرب حول هدف واحد وهو الدفاع عن الأمن القومي العربي، وليس عن أمن السعودية فقط؛ لأن السعودية قادرة على حماية أمنها وأمن مواطنيها، لكن الخطر الإيراني لا يهدد السعودية فقط، بل يهدد الأمن القومي”.
ويضيف الحربي “دول الخليج موقفها موحد من مجابهة إيران باستثناء قطر، لكن هذه فرصتها في العودة إلى حضن أشقائها في الخليج. قمة مكة سوف تفتح الباب لعودة قطر مرة أخرى للوقوف في صف أشقائها الخليجيين ضد الأعداء، بالإضافة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين قطر ودول الخليج، وتطوي صفحة الماضي”.
وفي المقابل، يؤكد جهاد الخازن في الحياة اللندنية أن “قطر لم تٌدعَ إلى القمة الطارئة، التي اقترحتها المملكة العربية السعودية بعد استهداف مواقع نفطية سعودية بطائرات من دون طيار ومهاجمة أربع سفن في الخليج، اثنتين منهم من حاملات النفط السعودية”.
ويضيف الخازن “القمة المقترحة في مكة المكرمة أواخر هذا الشهر (رمضان)، والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين قطعت العلاقات مع قطر في حزيران (يونيو) سنة 2017، لأن قطر تؤيد الإرهاب وتقيم علاقات مباشرة مع إيران”.
“قمة لا تختلف عن كل القمم الأخرى”
يقول ماهر ضياء محيي الدين في موقع صوت العراق “الأصح نسميها قمة إيران للترهيب والترغيب والقبول، لأنها بصريح العبارة المستهدف الأول والأخير من هذا التجمع ،وأما بخصوص جانب الترهيب فدعاة القمة يحاولون إرسال رسالة أو إعطاء صورة للرأي العام العالمي والعربي، وحتى الإسلامي بأن مستوى الخطر والتهديد الإيراني وصل إلى مرحلة تتطلب المواجهة بكل الطرق والوسائل”
ويشدد محيي الدين أنها ستكون “قمة لا تختلف عن كل القمم الأخرى لحكام يخشون على قصورهم وعروشهم وهم أسرى الغير ومواقفهم وقممهم لا تقدم ولا تؤخر شيء هي مجرد حضور شكلي وصوري. وحتى في خطاباتهم لا تفهم منها شيء لقوم يدعون أنهم عرب إن صح التعبير، وأمريكا ماضية في نهجها وخططها في المنطقة”.
وبالمثل، يقلل علي محمد فخرو في القدس العربي اللندنية من أهمية هذه القمة، مشدداً على أن القمم السابقة ظلت “متفرجة على الحرائق المشتعلة في بلدان مثل سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا، على سبيل المثال، من دون أن تكون لها كلمة ويكون لها موقف، بل زاد الطين بلة أنها تركت أمور التعامل مع تلك الحرائق للدول الإمبريالية الطامعة في ثروات بلاد العرب، والراغبة في تدميرها وإنهاك كل قواها، أو للمؤسسات الدولية المشلولة العاجزة عن الفعل المؤثر”.