ينتظر العالم باهتمام بالغ وطموحات عالية مخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 28″، الذي سيتم تنظيمه في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة الممتدة من 30 نوفمبر الجاري وحتى 12 ديسمبر.
وتتمتع الدورة المنتظرة للمؤتمر بأهمية خاصة؛ ارتباطا بالتحديات الكبيرة التي أصبحت ظاهرة التغيرات المناخية المتطرفة تفرضها على الشعوب في شتى أنحاء العالم، بما في ذلك الأعاصير والفيضانات العنيفة، والجفاف والتصحر، وارتفاع درجات الحرارة.
حرارة قياسية
ويعد المؤتمر فرصة لإحداث نقلة في ديناميكيات العمل من أجل المناخ، رغم التوترات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على كافة أطر العمل الدولي المشترك، الذي يحتاج مستوى من الإجماع.
ويأتي انعقاد المؤتمر بينما ارتفع معدل الحرارة العالمية في السابع عشر من نوفمبر الجاري لأكثر من درجتين مئويتين، في سابقة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، أي أكثر من الحد الأعلى الذي أقره اتفاق باريس للمناخ.
وينص اتفاق باريس للمناخ على إبقاء الاحترار العالمي أقل بكثير من درجتين مئويتين، مع مواصلة الجهود للحد من الزيادة لتكون عند 1.5 درجة مئوية.
ويعول الخبراء والمهتمون بمكافحة التغيرات المناخية، على أن ينجح كوب 28 في تفعيل الآليات الجماعية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تعتبر من المسببات الرئيسة للاحتباس الحراري.
ويعتمد تحقيق اختراق إيجابي بهذا الخصوص على توحيد العالم بشأن هدف مشترك أكبر من الخلافات الثنائية، هو “إنقاذ كوكب الأرض”، وهذا ما يتوقع أن تبذل الجهات المنظمة وفي مقدمتها الإمارات دورا محوريا من أجل تحقيقه.
مسارات متكاملة
كما يتوقع خلال المؤتمر تسليط الضوء على الاستراتيجيات الأكثر نجاعة لمواجهة الاحتباس الحراري، وعرض آخر الحلول المبتكرة التي تم التوصل لها في هذا المضمار، سواء من طرف القطاع الخاص أو الهيئات الحكومية.
ومن المنتظر أن يعمل المؤتمر وفق ثلاثة مسارات متكاملة، يشمل أولها وضع أهداف واقعية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة؛ وإلزام الدول خاصة الصناعية منها بذلك، من أجل الحد من الاحتباس الحراري.
وفي المسار الثاني يتم العمل على تبني سياسات وطنية أكثر مرونة، وأكثر قابلية للتكيف مع التغيرات المناخية، وأكثر استعدادا لاستيعاب الآثار التي تخلفها.
وعلى المستوى الثالث، يتوقع أن يجري العمل من أجل حمل الدول الغنية على تقديم تمويلات للدول الأقل حظا في التنمية والأكثر تضررا من التغيرات المناخية؛ كونها ضحية لظاهرة لم تشارك بشكل كبير في خلقها.