قبعات على شكل مآذن استوحتها فنانة إيطالية سنغالية من المساجد
مآذن طويلة وملونة تعلو وجوه متأملة. ومع أنك قد لا تعرف مغزى هذه الصور من الوهلة الأولى، إلا أن فيها ما يشدك إلى بُعدٍ روحي. وما الذي تعبر عنه الفنانة ميمونة غريسي خلال هذه المشاهد الغامضة والمهيبة؟
وبعد اكتشافها للمريدية، وهي طريقة من الطرق الصوفية، في السنغال، واعتناقها للإسلام، شعرت الفنانة متعددة الوسائط، ميمونة غريسي، بحاجتها إلى التعبير عن “التحول الداخلي” الذي طرأ عليها خلال أعمالها الفنية.
ويستطيع المرء رؤية ذلك خلال مختلف مشاريعها التي تحتضن مختلف الرموز الإسلامية والصوفية، ومنها مشروع “Minarets Hats”، أو “قبعات المآذن”.
وفي حديثها عن المشروع، قالت الفنانة الإيطالية السنغالية لموقع CNN بالعربية، إنه عبارة عن “سلسلة فوتوغرافية ونحتية تمثل جزءاً من بحثي حول الجسم الغامض، الذي يُفهم بأنه حاوية للطاقة الميتافيزيقية، والخارقة”.
وتركز سلسلتها على منطقة الرأس، فهي تغطي الشخصيات في صورها بسلسلة من القبعات الطويلة والنحيفة على شكل مآذن.
ووفقاً للفنانة، تجسد القبعات قلاعاً تحمي الرأس، وأما مجازياً، فهي تجسد اتجاهاً يجب على الإنسان أن يلجأ إليه باستمرار، وهو اتجاه “روحاني، وإسلامي بشكل خاص”، بحسب ما قالته.
وتهدف المآذن أيضاً إلى تجسيد هوائيات تنقل الطاقة الروحية، وفقاً لما قالته الفنانة.
وفي الصور، تبدو الشخصيات وكأنها “منفصلة عن العالم لتدخل في وئام مع الروح الإلهية”، وذلك خلال تغطيتهم لوجوههم بإيماءات من أيديهم، إضافةً لكون بعض الأشخاص معصوبي العينين.
ومن الطبيعي أن يتساءل المرء إذا كانت هذه القبعات مصممة على شكل على مآذن مساجد حقيقية، والجواب هو نعم.
ومع ذلك، قد يكون من الصعب تحديد المسجد الذي ألهم تصميم كل قبعة، ويعود ذلك لكون تصاميم الفنانة عبارة عن تفسيرها الخاص لمآذن تلك المساجد حول العالم.
ومن المساجد التي ألهمتها، مسجد توبا الكبير في السنغال، والمسجد الجامع في الهند، والمسجد الأزرق في تركيا.
وأشارت الفنانة إلى أن عملية صناعة القبعات كانت طويلة ومرهقة، إذ أنها تضمنت صناعة الهيكل، وتغطيته بالأقمشة الملونة.