أسرة ومجتمعتوب ستوري

قاضي واقعة قتل الطفلة «روجينا» بالدقهلية: أين كان قلبك يا أمها؟

كلمات قاسية وجهها المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة، اليوم الأحد، للمتهمين بقتل الطفلة «روجينا»، ومن ضمنهم أمها.

 

كلمة رئيس المحكمة

 

قال رئيس المحكمة «أشباهُ آدميين، جثوا لفُحش جماعي، أمام طفلة في الخامسة، لا تُدرك ماذا تقول وماذا تُمسك، فراحت تقُص من أحداث الرذيلة ما رأت، وتحكي من فُحش القول ما سمعت فكان جزاؤها التعذيب، ثم القتل البشع، الأم تحرق في الجسد الهزيل بلهب ولاَّعة، وعشيقُها بإطفاء السجائر، وسكب الشمع المُسيح على موطن العفَّة، والطفلةُ المسكينةُ من شدة التعذيب تتلوى».

 

وتابع المري «لم يكتفُوا، اقترح العشيق إبعادها عن مسرح الرذيلة، وصادف الاقتراح لدى الأم هوى، فسلَّمتهُ فلذة كبدها، بيد أنه وعشيقة ثانية، كانا قد أضمرا قتلها، حبساها أربعين ساعةً في حقيبة سيارة حتى لفظت أنفاسها، فصعدت الرو ُح إلى بارئها، لا راضيةً ولا مرضية، بل شاكية إليه ما كان من أمر البشر، ناقمة على أرض احتملت وطأهم عليها».

 

وأضاف أن المحكمة تستشعُر الآن الزُعر البادي في عينيها وقتها تحس ارتجاف قلبها ساعتها، تستحضر ارتعاد جسدها تحت نير التعذيب لحظتها، تسمُع حشرجة أنفاسهاُُ تلفظ ُرويدا ُرويد في حقيبة السيارة، والمحكمةُ الآن تسأل: أين كان قلبك يا أمها؟ جرم غريب على مجتمعنا، تحَروا يا علماء الاجتماع وعلم النفس أسبابه، حللوا دوافعهُ، واقترحوا لهُ العلاج الشافي، أفعال دخيلة على قيمنا، لم يعُد معها بيان الحلال والحرام للناس كافيا؟ إن المطلوب الآن أن ُيحب الناس الحلال ويكرهوا الحرام، فمن عرف الحكم – فقط – قسى قلبه، ومن عرف علة الحكم رق قلبه».

 

حكم المحكمة

 

وواصل «أن المحكمة وهي بصدد تقدير العقاب استعصت عليها الرحمة، فأبت أن تُسدل على المتهمين ستائرها، فأنزلت بكل منهم حد العقاب الأقصى الًمُقرر لجريمته، لذلك، وبعد أخذ رأي فضيلة ُمفتي الجمهورية، بالنسبة للمتهمين الأول والرابعة حكمت المحكمةُ حضوريا عدا المتهمة السادسة غيابيا أولا بإجماع الآراء، بمعاقبة كل من محمد عاطف فايد سالم عمار وشهرته “ميزو” وكريمة سيد رشوان زيدان وشهرتها “أنوش” بالإعدام عما أسند إليهما وألزمتهما المصاريف الجنائية، وبمعاقبة شيماء السيد عباس الزيني وشهرتها “رشا” بالسجن المؤبد عما أسند إليها وألزمتها المصاريف الجنائية، ومعاقبة هدى إبراهيم علي السيد علي بالسجن المشدد خمس سنوات وتغريمها خمسين ألف جنيه عما أسند إليها، وألزمتها المصاريف الجنائية.

كما قضت المحكمة ببراءة كل من سماح إبراهيم السيد عيد، ومحمد بلال معوض عبد الكريم وشهرته إسلام مما نسب إليهما.

 

صدر القرار برئاسة المستشار بهاء الدين المري، رئيس الخيرت محكمة، وعضوية المستشارين سعيد خالسمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، في القضية رقم 13044 لسنة 2022 جنايات قسم أول المنصورة والمقيدة برقم 1422 لسنة 2022 كلي جنوب المنصورة.

 

الإحالة للجنايات

 

كان المستشار محمد لبيب المحامي العام لنيابة جنوب المنصورة الكلية قد أحال 6 متهمين، لأنهم في مايو لعام 2022 بدائرتي جمصة وقسم أول المنصورة – محافظة الدقهلية المتهمين من الأول إلي الرابعة قتلوا المجني عليها الطفلة روجينا بركة طارق محمد السيد ابنة المتهمة الثالثة- عمداً مع سبق الإصرار بأن بيتوا النية وعقدوا العزم علي قتلها لما استفحل في نفوسهم من شر البغية.

 

تحقيقات النيابة

 

وكشفت تحقيقات النيابة العامة التي أجراها المستشار مصطفى عبد الغني، وكيل النيابة الكلية أن المتهمة الثالثة سلمت المجني عليها إلي المتهمين الأول والرابعة فاقتادوها ومضوا بها إلي صندوق المركبة الخلفي للسيارة الرقمية “أ س ن 2156” واضعين إياها على هيىئها الواهنة به حال كونه مكانا خاليا من الآدميين، وما إن أودعوها به وأحكموا إغلاقه حتى انصرفوا عنها تاركينها تصارع الموت ما يقرب من 40 ساعة قاصدين إزهاق روحها.

 

واقترنت تلك الجناية بالجنايات محل الاتهامات اللاحقه في مكان واحد وفى رابطة زمنية واحدة، بأن احتجزوا المجني عليها الطفلة، وهتكوا عرضها وأعدموا إرادتها الواهنة، وخفت عنها قواها ونزعت عنها “والدتها” ما يستر عورتها دون وجود مقتضى شرعي عارضة عرضها المنتهك على المتهمين، واستطالت أيديهم مواطن عفة المجني عليها محدثين بها تعذيبات بدنية.

 

وأدلي العميد أحمد محمود خليل، رئيس إدارة البحث بمديرية أمن الدقهلية سابقًا، بأقواله أمام النيابة العامة بأن تحرياته دلته إلى أنه إثر علاقة آثمة جمعت فيما بين المتهم الأول وزوج المتهمة الثالثة -والدة المجني عليها- وإقامة علاقة غير شرعية مع المتهمة الثالثة ورغبة الأخيرة في الإقامة برفقة المتهم الأول دون زوجها والتي أوشت به إليها، وقام بضمها إلى أفراد تشكيله الإجرامي، وقام المتهم الأول بمعاشرتهن مجتمعين معاشرة الأزواج أمام أعين المجني عليها وعلى مسامعها فاحتذت الطفلة المجني عليها أفعالهم وأطلقت بفيها الأصوات التي قرعت أذنيها على مسامع الآخرين، فقام المتهمين من الأول إلى الرابع بتعذيبها وحرقها.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button