أخبار عاجلةشئون عربية ودولية

في ولايته الثانية.. ترامب يشعل فتيل الحرب التجارية العالمية

بدأت بالفعل الحرب التجارية العالمية تظهر معالمها جلية خاصة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم وهما أمريكا والصين مع قيام “دونالد ترامب “عقب تنصيبة رئيسا للولايات المتحدة الامريكية بفرض رسوم جمركية على عدد من واردات الصين لأمريكا بنسبة 10% على المنتجات الصينية، و 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا – أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة.

ترامب يشعل فتيل الحرب التجارية العالمية

وردا على قرارات ترامب الاقتصادية أعدت كلا من كندا والمكسيك حزم من الرسوم الانتقامية، وأبدت استعدادها لتطبيقها، من الواضح ان هدف واشنطن من إجراءاتها الاقتصادية الأخيرة تقليل عجز الميزان التجاري والسيطرة على الهيمنة الصينية، ولكن هل الرئيس الأمريكي مستعد حقا لإطلاق العنان لحرب تجارية عالمية وتمزيق اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية في ظل عالم يشهد أزمات اقتصادية طاحنة؟وهل هذه الحرب ستكون في الصالح الامريكى وكيف ثؤثر علي حركة التجارة العالمية هذا ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

ترامب يهدد الصين بعقوبات بسبب المخدرات.. والخارجية الصينية ترد

حرب تجارية بين أمريكا والصين

دخلت الرسوم الأمريكية الجديدة على واردات من الصين حيز التنفيذ، هذا ينذر بانطلاق حرب تجارية بين أمريكا والصين، اذ فرضت الولايات المتحدة تعرفات بنسبة 25% على ما قيمته من 34 مليار دولار، وعلى معدات والالكترونيات والأجهزة المتطورة المصنّعة فى الصين من بينها سيارات، ورسوم جمركية 25% على وردات الحديد  و10 % على واردات الالومونيوم، تلاها فرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رسوم جمركية جديدة على واردات بضائع صينية تتخطى قيمتها الـ60 بليون دولار من بما يعادل 42.5 بليون يورو كوسيلة للحد من الاستثمار الصينى داخل أمريكا.

وفي المقابل فرضت الصين رسوم جمركية بنسبة 25% على 128 سلعة من الوردات الأمريكية، حيث تؤثر تلك الرسوم الورادات الأمريكية بقيمة نحو 3 مليارات دولار، وأوضحت بكين أن الخطوة تهدف إلى حماية المصالح الصينية وتعويض الخسائرة الناتجة عن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الواردات الصينية.

حرب تجارية أمريكية مع كندا والمكسيك

لم يكتفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحربة التجارية مع الصين ولكنه قرر خوض الحرب نفسها مع جارتيه كندا والمكسيك، حيث أعلن فرض التعريفات الجمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك والتي ستدخل حيز التنفيذ اليوم السبت.

وقال ترامب في تصريح للصحفيين من المكتب البيضاوي، أمس الجمعة، إنه لا يزال يفكر فيما إذا كان سيشمل النفط من هذين البلدين ضمن التعريفات، متابعا: “قد نطبق التعريفات على النفط، وقد لا نطبقها”، مضيفًا أنه من المتوقع أن يتخذ قراره في وقت لاحق من اليوم

وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أن قراره سيعتمد على ما إذا كان سعر النفط الذي تفرضه كندا والمكسيك عادلًا أم لا، على الرغم من أن أساس التهديدات بفرض التعريفات يعود إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل.

وبحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية – التي أوردت النبأ – يخشى المراقبون من أن فرض التعريفات على النفط الكندي والمكسيكي قد يعرض للخطر تعهد ترامب بتخفيض التضخم الإجمالي من خلال خفض تكاليف الطاقة، وقد تُمرر تكاليف هذه التعريفات إلى المستهلكين عبر زيادة أسعار البنزين، وهو أمر قد يعارضه ترامب نظرًا لأنه وضع خفض أسعار الطاقة في قلب حملته الانتخابية.

الاتحاد الأوربي ضمن قائمة الاستهداف

الاتحاد الأوربي ضمن قائمة الاستهداف

لم يكتفي الرئيس الامريكى، بحرب تجارية مع الصين وكندا والمكسيك، حتى دافعا الولايات المتحدة إلى شفير حروب تجارية جديدة مع أكبر حلفائها التجاريين، بعد تأكيده على أنه سيفرض تعريفات جمركية على دول الاتحاد الاوربى.

وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، اليوم السبت، أن الرئيس الأمريكي اعترف بأن التعريفات الجمركية الجديدة؛ قد تتسبب في بعض “الارتباك” في الأسواق، لكنه رأى أنها سوف تساعد بلاده على إنهاء عجزها التجاري

وجاءت تصريحات ترامب قبيل من بدء سريان خطته لفرض رسوم نسبتها 25% على كندا والمكسيك، اعتباراً من اليوم أول فبراير، وقد وسع الرئيس الأمريكي من دائرة التهديدات لتشمل الاتحاد الأوروبي، الذي قال إنه تعامل مع الولايات المتحدة “بشكل سيئ للغاية”

وقال ترامب – في تصريحات أدلى بها للصحفيين في المكتب البيضاوي – إن “الرسوم ستجعلنا أثرياء للغاية، وأقوياء جداً”، مضيفا “هل سأفرض تعريفات على الاتحاد الأوروبي؟ بالتأكيد نعم”

وأضاف الرئيس الامريكى “إنهم لا يشترون سياراتنا، ولا يشترون منتجات مزارعنا، بصفة أساسية، إنهم لا يأخذون منا تقريباً أي شيء. ولدينا عجز هائل مع الاتحاد الأوروبي. لذا فإننا سوف نفعل شيئاً ما مهم للغاية مع الاتحاد الأوروبي”

كما تأتي تعليقات الرئيس الأمريكي بعد أقل من أسبوعين من عودته إلى البيت الأبيض، معلناً بذلك عن تصعيد حاد في لهجته بشأن التجارة، وبما يعني أن أكبر اقتصاد في العالم يقف على شفا فرض تعريفات جمركية عل أكثر شركائه التجاريين أهمية.

الاتحاد الأوربي ضمن قائمة الاستهداف

وبلغت الواردات السلعية للولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وكندا، والمكسيك، الصين 1.9 تريليون دولار في عام 2023، بما نسبته 60% من إجمالي واردات البلاد، وفق مرصد بيانات التجارة المستمدة من قاعدة بيانات الجمارك الأمريكية

المفوضية الأوربية الرسوم تخلق ارتباكاً اقتصادياً

من جانبها، ذكرت المفوضية الأوروبية أنها “ليست على علم بأي تعريفات جمركية إضافية فُرضت على منتجات الاتحاد الأوروبي”، مضيفة أن الرسوم “تخلق ارتباكاً اقتصادياً غير ضروري

وقالت كبيرة متحدثي المفوضية، باولا بينو “علاقتنا التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة هي الأكبر في العالم.. وتعد الأسواق المفتوحة واحترام التجارة الدولية أمراً ضرورياً لنمو اقتصادي قوي ومستدام”

كما أكد ترامب أنه سوف يفرض “على الفور” رسوماً جمركية على الرقائق الإلكترونية و”أشياء مرتبطة بالرقائق”، وأنه سيطبق التعريفات الجمركية على النفط الخام، والغاز الطبيعي، والصلب، والنحاس، والألومنيوم، والأدوية

وأضاف الرئيس الامريكي، أن الرسوم على الحديد والألومنيوم قد تأتي في القريب العاجل “هذا الشهر، (أو) الشهر التالي”، بينما رسوم النفط والغاز الطبيعي ربما تطبق في حوالي 18 فبراير

وتعززت قوة الدولار الأمريكي بفضل تعليقات ترامب؛ لتترك مؤشر العملة الأمريكية لقاء ست عملات كبرى أخر مرتفعاً بنسبة 0.6% كما صعد خام غرب تكساس المتوسط، مؤشر النفط الأمريكي، بأكثر من 1 في المائة ليصل إلى 73.81 دولار للبرميل

وأشار ترامب – في تعليقاته – إلى أنه “من المحتمل” تخفيض الرسوم الجمركية على النفط الكندي إلى 10%، رغم أن الواردات الأخرى الواردة منها سيفرض عليها رسوم25%

 

تعريفات جمركية انتقامية

من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي كذلك أنه سيدافع عن نفسه بتعريفات جمركية انتقامية، مثلما فعل في الفترة الرئاسية الأولى لترامب.

وزير المالية الكندي السابق، كريستيا فريلاندوزير المالية الكندي السابق، كريستيا فريلاند

 

وقال رئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، “إننا جاهزون بالرد- رد هادف وقوي لكنه منطقي، ورد فوري”، وحذر رئيس الوزراء الليبرالي المواطنين الكنديين من أن الدولة “ربما تواجه أوقاتاً صعبة في الأيام والأسابيع المقبلة.

كان وزير المالية الكندي السابق، كريستيا فريلاند، الذي يخوض السباق ليحل محل ترودو، قد حث حكومة أوتاوا على اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد أي تعريفات أمريكية من خلال فرض رسوم جمركية هائلة على سيارات “تسلا”، لمعاقبة إيلون ماسك، أحد حلفاء ترامب البارزين

وألمح ترامب إلى أنه لا يقتنع بتحذيرات الاقتصاديين، التي تقول إن التعريفات الجديدة سوف تضر الاقتصاد الأمريكي أو تنطوي على مخاطر حدوث قفزات تضخمية، نظراً لأن المستوردين سيرحلون الأعباء الزائدة، المفروضة على بضائعهم، إلى المستهلكين.. وقال “الجمارك لا تسبب تضخماً، بل هي سبب للنجاح

 

البرازيل تتبني مبدأ المعاملة بالمثل

رئيس البرازيل، لولا دا سيلفارئيس البرازيل لولا دا سيلفا

 

فيما حذر رئيس البرازيل، لولا دا سيلفا، نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، من فرض رسوم جمركية جديدة على منتجات من بلاده، وهدد بأنه سيرد بالمثل

وأشارت صحيفة لا تيرسيرا الإسبانية إلى أنه في الوقت الحالي، تستورد البرازيل منتجات من الولايات المتحدة أكثر مما تصدره، وبالتالي فإن الرسوم الجمركية من شأنها أن تضر بالإنتاج الأمريكي أكثر من البرازيلي

وقال الرئيس البرازيلى “أنا احترم الولايات المتحدة وأريد أن يحترم البرازيل أيضا”، مؤضحًا فى مؤتمر صحفى “إذا فرض ترامب ضرائب على المنتجات البرازيلية، فسيكون هناك معاملة بالمثل من جانب البرازيل في فرض الضرائب على المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة، فالأمر بسيط، ولا توجد صعوبة

 

100% لدول البريكس

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدول الأعضاء في مجموعة بريكس من استبدال الدولار كعملة احتياطية مكررا تهديده السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% الذي أطلقه بعد أسابيع من فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي

وقال ترامب في بيان على موقع تروث سوشيال مطابق تقريبا لبيان نشره في 30 نوفمبر “سنطلب التزاما من هذه الدول المعادية على ما يبدو بألا تطلق عملة جديدة لمجموعة بريكس، ولا تدعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأميركي العظيم، وإلا فإنها ستواجه رسوما جمركية بنسبة 100%.

محاولة من واشنطن لتخفيف حدة الهيمنة الصينية

 

مجلس الاحتياطي الفيدرالي

مجلس الاحتياطي الفيدرالي

 

فيما حذر خبراء اقتصاديون من أن رفع الرسوم الجمركية ستكون مثيرة للميول التضخمية، وقد تمنع مجلس الاحتياطي الفيدرالي من تقليص أعباء الاقتراض حسبما كان متوقعاً خلال هذا العام.

وكان بعض مسؤولي البنوك المركزية في مختلف دول العالم  قد شرعوا فعلياً في خفض معدلات الفائدة، واضعين في الاعتبار سياسات ترامب ضمن توقعاتهم لشهر ديسمبر الماضي، قبيل توليه منصبه في البيت الأبيض.

وأضاف الخبراء أن الصين هي المدين الثاني للولايات المتحدة بعد البنك الفيدرالي الأمريكي ، وما يحدث هو محاولة من واشنطن لتخفيف حدة الهيمنة الصينية على الاقتصاد الأمريكي، فضلا عن توسع بكين الاقتصادي غير التقليدي في آسيا وأفريقيا، وهذه الأسواق تعتبرها واشنطن احتكارا لها.

التوازنات الاقتصادية حول العالم

وعن التوازنات الاقتصادية حول العالم، أشار الخبراء الى ظهور ما يسمى بالقوس الآسيوي، الذي يمتد من روسيا إلى الصين، مرورا بالهند، وصولا إلى أيران، أن هذه الدول الأربعة ساهمت في ارتفاع معدل النمو الاقتصادي العالمي، خلال السنوات الخمس الأخيرة بأكثر من 50%، فضلا عن تحقيقها فائضا كبيرا في الميزان التجاري مع دول الأطلسي.

خسارة عالمية

ختاما العالم كله مهدد بالخسارة في حال تمادي ترامب في اشعال الحرب التجارية ، في ظل عالم مليئ بالتحولات السياسية والاقتصادية وستحاول كل دولة على حده ضمان البقاء وتحقيق مكاسب مالية على حساب الطرف الآخر ردا على موقف أمريكا بفرض رسوم جمركية على بضائعها ، ومن المتوقع أن تتأثر عدد من الشركات الكبرى والصادرات بهذه الحرب .

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button