في ذكري مولده.. قصة الشجرة التي استظل بها صلي الله عليه وسلم في الأردن
كتب عنها مفتي مصر الأسبق دكتور علي جمعة قائلا إنها «الشجرة التي استظل تحتها النبي – صلى الله عليه وسلم – في وادي الأردن وهو ذاهب في رحلته إلى الشام، والتقى عندها ببحيرا الراهب – وقيل إنه راهب البُحيرة ولذا سُمي بهذه الأحرف بَحيرا- باقية إلى يومنا هذا، لا شجرة سواها في صحراء قاحلة وهي خضراء، وبحساب علماء الطاقة فإن لها طاقة نورانية هائلة».
وأضاف: «يستظل بها الناس إلى يومنا هذا، وكأن الله شاء لها أن يُهذبها؛ فلو نظرت إليها لوجدتها على هيئةٍ غريبة كأن بستانيا قد فعل فيها فنه وجماله .. ولكنه أمر الله سبحانه وتعالى».
في ذكري المولد النبوي الشريف نحكي لكم قصة هذه الشجرة وما أثير حولها من أقاويل وكيف تعيش بدون ماء.
تذكر الروايات أن الرسول ﷺ عندما التقى «بحيرا الراهب»، وبعد أن كانت تظله سحابة في أثناء مسيره نزل واستظل تحت تلك الشجرة التي أرهصت أغصانها عليه.
و«البقيعاوية» هي منطقة تقع ما بين الحدود السورية والسعودية والعراقية، وتحديدًا في الشمال الشرقي من الأردن قبل منطقة الصفاوي المتجهة للعراق بعشرة كيلومترات، وتبعد عن عمان 140 كم وعن منطقة الصفاوي 10 كم في الصحراء.
وكانت القوافل تتخذ منها محطة على الطريق، بسبب وجودِ شجرةٍ ضخمة فيها، قبل أن تكمل رحلتها إلى بصري الشام.
الشجرة التي يعرفها أهل منطقة «البيقعاوية» بالأردن، ويتهافت عليها المسلمون من كل مكان في ذكري مولد النبي «محمد» حيث استظل بها، يزيد ارتفاعها على 11 مترًا، وتقع في صحراء جرداء تكاد تكون هي الوحيدة الموجودة فيها.
ويزيد عمرها عن أكثر من 1500 عام، ورغم السنين إلا أنها لا تزال تتمتع بخضرتها ورونقها وجمالها.
وقد وردت قصة تلك الشجرة في مصادر كثيرة من كتب السيرة والتاريخ، ورواها «ميسرة» خادم أم المؤمنين السيدة «خديجة بنت خويلد» رضي الله عنها الذي كان يرافق النبي ﷺ في رحلة تجارته.
فبعد عودته من الرحلة أخبر السيدة «خديجة» رضي الله عنها بأنه وبينما كان في منطقه في بلاد الشام – يقصد بها منطقة «البيقعاوية» التي بها الشجرة – وبينما كان رسول الله ﷺ جالسًا تحت الشجرة، نادى أحد الكهان، وسأل «ميسرة» قائلا: «من هذا الرجل الذي يجلس تحت الشجرة؟!»، فقال له: «هو محمد بن عبد الله من مكة». فقال الكاهن: «إن هذه الشجرة لا يجلس تحتها إلا الأنبياء».
ووصف «ميسرة» للسيدة «خديجة»، كما تقول كتب السنة النبوية، تفاصيل الشجرة قائلا: «كادت الشجرة بأغصانها تتهصر عليه (أي تتدلي وكأنها تحتضنه كما يقول معجم المعاني الجامع) وكأنها تريد أن تحتضنه».
ويروي عنها الكثيرون ممن زاروها أنها تحولت إلى مكان الراحة والبركة بالنسبة للمارين في هذه المنطقة القاحلة، وكيف أصبح محيطها تقريبا 285سم وارتفاعها 11م تغطي مساحة 50م مربع ويستظل بها آلاف المسافرين وكيف تنمو بالرغم من مرور قرابة 1500 سنة عليها ولا يوجد مصدر مياه بالقرب منها.