في اليوم العالمي للمسرح.. 9 رائدات سطع نجمهن على خشبة المسرح
في اليوم العالمي للمسرح نخلد ذكرى سيدات المسرح في مصر اللاتي تركن بصمة على ساحة احتركها الرجال لسنوات، فنرصد المسيرة من منيرة المهدية إلى سهير البابلي تكريما لهن.
الاحتفال باليوم العالمي للمسرح يأتي في الـ 27 من مارس كل عام، وكان الاحتفال به للمرة الأولى عام 1962 وجاء اختيار هذا اليوم كونه تاريخ إطلاق موسم “مسرح الأمم” في باريس، وظل العالم يحتفي بهذه المناسبة الثقافية عبر العروض الفنية وتكريم رواد المسرح من كل مكان في العالم.
وعبر المنظمة الدولية للفنون الأدائية والهيئة الدولية للمسرح، يقوم كل عام أحد الرواد المؤثرين في فن المسرح حول العالم بتقديم رسالة تشير إلى أهمية هذا الفن الأدائي ودوه في خلق التواصل المجتمعي العالمي، وكاتب رسالة العام الماضي 2023 كانت الفنانة المصرية سميحة أيوب، التي وجهتها إلى كل المسرحيين معبرة فيها عن حزنها لما وصل له العالم من تفرق بسبب الكوارث اطبيعية والحروب والظروف الضاغطة.
وضمن رسالتها، قالت: “ربما لا أغالي عندما أقول إن ما نقوم به على خشبة المسرح هو فعل الحياة نفسها وتوليدها من العدم كجمر مشتعل يبرق في الظلمة فيضيئ ظلمة الليل ويدفئ برودته. نحن من يمنح الحياة رونقها.. نحن من يجسدها.. نحن من يجعلها نابضة ذات معنى..”
رائدات المسرح المصري
مثل كل الفنون والمجالات العامة، كان المسرح ساحة فنية يحتلها الرجال، لدرجة أن أدوار الإناث في المسرحيات كان يؤديها رجال، حتى اقتحمت السيدات خشبة المسرح بداية ضمن فرق مسرحية حرة مثل: الريحاني ويوسف بك وهبي وعلي الكسار، حتى استطاعت منيرة المهدية أن تسطر اسمها في التاريخ كأول سيدة وقفت على خشبة المسرح في مصر والوطن العربي.
واعتزازا بالدور المؤثر للسيدات المصريات، وتوضيح كيف ساهمت المرأة في المسرح المصري؟ نستعرض أهم الرائدات المصريات اللاتي اعتلين خشبة المسرح وتحدين الضغوط وتقبلن أن يقفن في الواجهة أمام التقاليد والعادات.
1. منيرة المهدية
كانت منيرة المهدية (واسمها الحقيقي زكية حسن منصور) صاحبة صوت ندي وقوي أهداها لقب “سلطانة الطرب” لسنوات، فهي من مواليد 16 مايو 1885 مركز ههيا بالشرقية، وانتقلت منها إلى القاهرة وأسست الملهى الفني الخاص بها “نزهة النفوس”، وعام 1915 كانت أول سيدة مصرية وعربية تقف على خشبة المسرح حين استعان بها عزيز عيد لتؤدي دور رجل اسمه “حسن” للمؤلف الشيخ سلامة حجازي.
2. دولت أبيض
طفولة ما بين مصر والسودان بسبب عمل والدهان وفي مدرسة الراهبات التي التحقت بها، كانت تشارك في المسرحيات المدرسية، وفي زفاف عائلي رأها عزيز عيد وقال عنها “المسرح المصري تنقصه شخصية زي الست دي”، فهربت من أسيوط إلى الإسكندرية لتشارك في فرقته المسرحية وتبرأ منها والدها بسبب قرارها خوض التمثيل.
شاركت دولت أبيض في عشرات المسرحيات العالمية، وكان أول دور لها هو الكونتيسة في مسرحية “خللي بالك من إميلي”، ومنها إلى فرقة الريحاني ثم إلى مسرح جورج أبيض، وبسبب قوة شخصيتها وحضورها الآخاذ المهيب اشتركت في مسرحية “أوديب الملك” و”الملك لير” و”دليلة” و”شمشون”، بالإضافة إلى أعمالها السينمائية.
3. ماري منيب
وقفت على المسرح لأول مرة وهي بعمر الرابعة عشر عاما في مسرحية “القضية نمرة 14″، بعدما اشتركت كراقصة ومغنية في عدد الملاهي، انتقلت بعدها إلى فرقة نجيب الريحاني واستطاعت أن تؤدي على المسرح أدوارا كوميدية مميزة وسط احتكار الرجال للضحكة، وشاركت ماري منيب في عشرات المسرحيات وتركت بصمتها المميزة بحسها الفكاهي وأجائها المتفرد، ومنها: “يا ما كان في نفسي”، و”اللي يعيش ياما يشوف”، و”سلفني حماتك”، و”لو كنت حليوة”، و”الستات ميعرفوش يكدبوا”، والدنيا لما تضحك”، وإلا خمسة”.
4. سميحة أيوب
صاحبة أطول مسيرة فنية مستمرة إلى الآن وتتخطى الـ 77 عاما، والممثلة الاكثر إخلاصا للمسرح برصيد بلغ ما يقرب من 170 مسرحية، وكانت قد بدأت مشوارها الفني بالدراسة في المعهد العالي للتمثيل وتتلمذت على يد زكي طليمات، ورغم بدايتها في السينما، سطع نجمها على المسرح بأداء قوي وآخاذ لفت انتباه الجمهور والنقاد.
استحقت سميحة أيوب عن جدارة لقب “سيدة المسرح العربي”، كونها انضمت إلى المسرح القومي المصري وتولت إدارته مرتين ما بين عامي 1975 و1989، كما أدارت المسرح الحديث بين عامي 1972 و1975، وقدمت على خشبة المسرح: “بير السلم”، و”الأيدي الناعمة”، و”مصرع كليوباترا”، و”تلميذ الشيطان”، و”أنطونيو وكليوباترا”.
5. سهير المرشدي
بمخارج ألفاظ دقيقة وكلمات لمس كل حرف منها روحها، كانت تقف سهير المرشدي على خشبة المسرح واثقة تتحدث اللغة العربية الفصحى وتصنع تاريخ وإرث المسرح المصري بكل صدق وإخلاص، كانت البداية من مسرح مدرستها في مرحلة الثانوزية العامة، التحقت بعدها بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
قدمت مسرحيات عالمية وأخرى مأخوذة عن روايات عربية، مثل: “زقاق المدق”، و”معروف الإسكافي”، و”النسر الأحمر”، و”إيزيس”، والمشخصاتية”.
6. شويكار
برعيت شويكار في تقديم ثنائية مميزة مع فؤاد المهندس على المسرح المصري، جمعت بين الكوميديا والحب، ومع سمات وجهها الجميلة التي توحي بالرقة، لم تستسلم للأدوار المعتادة، ولكن عكفت على إبراز الجانب الفكاهي من شخصيتها، وقدمت على خشبة المسرح: “أنا فين وأنتي فين”، و”حواء الساعة 12″، و”السكرتير الفني”، و”سيدتي الجميلة”.
7. سناء جميل
كانت البداية مع اختيار زكي طليمات لها للمشاركة في مسرحية “الحجاج بن يوسف”، ثم توالت أعمالها على خشبة المسرح، وتمتعت بحضور متفرد وأداء لم شبه أحد، فكانت سناء جميل تمتلك شخصية قوية وحضور يسحب الأنفاس، فلديها القدرة على استخدام نبرة الصوت ونظرة العين بدقة واحتراف، وقدمت على خشبة المسرح: “شمس النهار”، و”زهرة الصبار”، و”كارت بلانش” و”أزواج وزوجات”.
8. سناء يونس
لم تكن سناء يونس من ممثلات البطولة المطلقة على خشبة المسرح، ولكنها من صاحبات العلامة المميزة في تاريخ المسرح المصري الحديث، وكانت بدايتها مع المسرح في دور صغير بمسرحية “حالة حب”، ومن ثم صارت رفيقة فؤاد المهندس في عدد من الأعمال المسرحية.
تركت بصمتها وخفة دمها المعهودة وأدائها المحبب للجمهور في المسرحيات التي شاركت بها، فالجميع ما زال يتذكر “فوزية” في مسرحية “سك على بناتك”، وكذلك أدوارها في “هالة حبيبتي” و”ليلى والمجنون”، و”وداعا أيها الفلس”، وعازب و3 عوانس”، و”يا سلام على كده”.
9. سهير البابلي
من أهم رائدات المسرح المصري، والممثلة المصرية الوحيدة تقريبا التي استطاعت أن تقود مسرحيات كوميدية وتقوم ببطولتها بأدائها الذي لم يسبقه إليها أحد وذكائها الشديد، وكانت البداية بالدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى بتشجبع من والدها الذي لاحظ قدرتها على تقليد الممثلين.
تعتبر سهير البابلي من علامات المسرح الحديث، ولا توجد مسرحية لها ذكرى مهمة لدى الأجيال المتعاقبة إلا وشاركت بها، أو قامت ببطولتها، ومنها: “ريا وسكينة” و”مدرسة المشاغبين” والقضية” و”العالمة باشا” و”الدخول بالملابس الرسمية” و”ع الرصيف” و”عطية الإرهابية”.
يعتبر اليوم العالمي للمسرح فرصة للإشادة بعلامات المسرح المصري والعربي، وحرصنا على أن نعرض لكم رائدات المسرح وتأثيرهن الفني.