في اليوم العالمي لالتهاب الكبد.. تعرف على أعراضه وطرق علاجه
يحيي العالم في 28 يوليو من كل عام اليوم العالمي للالتهاب الكبدي، حيث تعمل منظمة الصحة العالمية على رفع الوعي بالمرض، لا سيما وقد تأثرت الرعايا الطبية الخاصة به خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا.
وقال محمد عز العرب، مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد في مصر، والمستشار الطبي في المركز المصري للحق في الدواء، إن كلمة “وبائي” من الناحية العلمية تطلق على فيروس A لكن درج الإعلام على إطلاق نفس المصطلح على بعض الأنواع كثيرة الانتشار مثل فيروس C في مصر.
أسباب العدوى
ويوضح عز العرب، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، أن كلا من فيروس A وE ينتقلان عن طريق الطعام والشراب، بينما فيروس B والذي يكون مصحوبا بفيروس D وكذلك فيروس C ينتقلون عن طريق الدم ومشتقاته، بمعنى أن أي أداة حادة ملوثة بهذه الأنواع من الفيروسات ويمكنها اختراق الجلد أو الغشاء المخاطي قد تعدي الشخص السليم.
خطورة الفيروسات الكبدية عالميا
ويؤكد عز العرب أن تخصيص يوم عالمي لمنظمة الصحة العالمية لالتهاب الكبد الفيروسي يأتي بسبب خطورته على مستوى العالم، فالتهاب الكبد الحاد من الأنواع A و E تسبب في وفاة 78000 شخص في جميع أنحاء العالم بحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية لعام 2019، والتهاب الكبد المزمن ومضاعفاته يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا، فضلا عن الإعاقة البدنية للشخص المصاب، وتأثير تكاليف العلاج على باقي أفراد المنزل نتيجة للعبء الاقتصادي.
وبحسب عز العرب فإن : “أخطر أنواع الفيروسات هي ما تسبب نسبة وفيات أعلى نتيجة لالتهابات الكبد المزمنة، فمثلا فيروس الكبد A وفيروس E لا يسببان التهابات كبد مزمنة، ويكون المرض على شكل أعراض حادة فقط، إلا إن كان المريض مصابا بخلل في الجهاز المناعي في حالة فيروس E، ومعنى كلمة التهاب الكبد المزمن هي استمرار الفيروس في الجسم لمدة أكثر من 6 أشهر”.
ويتابع: “الأكثر خطورة فيروسات B و C وفيروس D الذي يكون مصاحبا لنوع B، لأن نسبة من المصابين بهذه الأنواع يعانون من مضاعفات لالتهاب الكبد المزمن كتليف الكبد، فمثلا فيروس C يدخل 85 بالمئة من المصابين به في دور التهاب الكبد المزمن، وخُمس هذه النسبة يصابون على مدى 20 أو 25 سنة بتليف الكبد”.
تليف الكبد
ويوضح عز العرب أن تليف الكبد نوعان الأول تليف الكبد المتكافئ، والآخر تليف الكبد غير المتكافئ، والأخير يشكل خطورة كبيرة وله أعراض مثل الاستسقاء، والاعتلال الدماغي، وأورام الكبد، والنزف من دوالي المريء أو دوالي المعدة، والفشل الكلوي الناجم عن الفشل الكبدي، فضلا عن أن ما بين 2 إلى 8 بالمئة من المصابين سنويا بتليف الكبد يصابون بسرطان الكبد، ومن هنا برزت أهمية الكشف المبكر لسرطان الكبد بالنسبة للمصابين بتليف الكبد.
طرق العلاج والتجربة المصرية
أما بالنسبة لطرق العلاج، فيشير عز العرب إلى أن فيروس C كان المشكلة الصحية الأولى في مصر قبل 2015، لكن الأدوية الفعالة مثل السوفالدي تقضي على الفيروس بنسبة كفاءة أعلى من 95 بالمئة.
وأضاف: مصر اعتمدت على الأدوية المصرية المثيلة للسوفالدي ما تسبب في علاج الملايين في مصر في زمن قياسي، فمن 2014 حتى الآن تم علاج أكثر من 4 ملايين مصاب في مصر بالأدوية المصرية المثيلة.
التطعيمات
ويشير “عز العرب” إلى وجود تطعيمات لفيروس B وهو إجباري في بعض الدول مثل مصر التي اعتمدته منذ عام 1992، كما يوجد تطعيم للفيروس الكبدي A وE لكن فيروس C ليس له تطعيم، والأهم منع حدوث العدوى، وهو التحدي الأكبر.
ويتابع: “بعض الدول والأماكن في العالم مازالت تعاني من انتشار الفيروسات الكبدية، ورغم أن معظم الدول في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط لديها أدوية فعالة ضد فيروس C، إلا أن منظمة الصحة العالمية تركز على إلقاء الضوء على الدول الأفريقية التي تعاني من انتشار فيروس B في كثير من دولها الفقيرة، وهو فيروس مشكلته أنه يتحد مع نواة الخلية ولا يوجد علاج نهائي له حتى الآن مثل فيروس C، لكننا في الوقت الحالي في المرحلة الثانية من إيجاد علاج لهذا الفيروس والذي يتوقع أن يتوفر خلال مدة ما بين 3 إلى خمس سنوات”.
تأثير كورونا
ويختتم الدكتور محمد عز العرب حديثه بالإشارة لدور انتشار وباء كورونا وتأثيره على انتشار الفيروسات الكبدية قائلا: “كان تأثير كورونا متمثلا في نقص خدمات الرعاية الصحية للمصابين بالالتهابات الكبدية، بسبب الحظر الجزئي والكلي، فضلا عن تعطيل الأبحاث الخاصة بالفيروسات الكبدية، وتقليل الدعم المادي المخصص لها، مشددا على عدم وجود علاقة مباشرة بين فيروس كورونا وحدوث الفيروسات الكبدية بسبب اختلاف طرق العدوى“.