فيلم “ديدبول وولفرين”.. سخرية من الكليشيه
إن نظرة نقدية لفيلم “ديدبول وولفرين”Deadpool & Wolverine لشون ليفي يجعلك تتساءل هل هو مشهد كوميدي طويل مدته تزيد على الساعتين، أو أنه هجوم ساخر على نوع الأفلام المتمركزة حول الأبطال الخارقين؟ أو أنه يعزز قيمة الصداقة بين رجلين في منتصف العمر يرتديان زيين ضيقين غريبين؟ أو هو حنين إلى الماضي واستشراف لمستقبل صناعة الأفلام؟
بنظرة عامة على هذا الشريط الذي بدأ يحقق أرقامًا قياسية في الإيرادات يتكشف أنه مزيج من مجموعة كبيرة من حماقات الأبطال الخارقين، مع محاولات مستمرة لكسر الجدار من خلال مخاطبة الجمهور، لكن ذلك لا يجعل منه ملحميًّا، بل فائق في نقده لكل شيء.
والشيء الأهم في هذا الفيلم إلى جانب روح الدعابة المديدة، هو سخريته من استوديوهات الإنتاج الكبرى بما فيها فوكس التي قتلت شخصية المستذئب (هيو جاكمان) عام 2017، وأيضًا من شركة “مارفل” التي أعادت إحياءه في هذا العمل ومع ذلك يستهزئ بها.
ومن المفارقات في بداية الفيلم أن ديدبول (ريان رينولد) استبدل حياته السابقة كبطل، وأصبح بائع سيارات مستعملة، محافظًا على حياة أحبائه، لكنه يضطر بعد أن أخبرته “سلطة تباين الوقت” بأنّ وفاة لوغان ستؤدي إلى انقراض عالمه، ويعرض عليه بارادوكس (ماثيو ماكفادين) تعديل جداول الزمن، لكنه يذهب إلى عالم زمني موازٍ وينقذ وولفرين، وهو ما يضعه في خضم مشكلة كبيرة مع “سلطة تباين الوقت”.
ومع استمرار الفيلم تظهر صراعات ومعارك جديدة مليئة بالدماء لتبرير الصداقة الجديدة بين ديدبول وولفرين، والتي لا تلبث أن تتحول في بعض الأحيان إلى اقتتال بينهما بطرائق كوميدية مثيرة للاستمتاع والضحك، وفي الوقت نفسه، أتاح هذا الشريط المناخ المناسب لـ”جاكمان” كي يودع شخصية المستذئب وداعًا حقيقيًّا، بعد أن جسدها في تسعة أفلام منذ عام 2007.
ولعل من عناصر الجذب الكبير التناقض بين شخصية وولفرين الملتزمة والحزينة معظم الوقت والتي تشعر بالأسى، في مقابل ديدبول الكوميدي الساخر والحر في كل شيء لذلك يقدم آراءه، ويفعل أفعاله دون خجل وبطريقة تجمع بين الفكاهة الشفهية والجسدية، إضافة إلى ضلوعه في الثقافة الشعبية ومسار عالم الأبطال الخارقين.
ويرى بعض النقاد أن هذا الفيلم “لا يسخر” من إنتاجات فوكس، والتي قد تبني عليها مارفل نجاحاتها المستقبلية، بل هو فيلم يشتعل فيه الحنين إلى الماضي، أكثر من كونه فيلمًا عن المستقبل، وأبرز ما يميزه هو الفكاهة والسخرية من كل الكليشيهات التي قدمتها سابقًا الأفلام المنتمية إلى هذا النوع، وكأن شركة مارفل تضحك من نفسها وعلى نفسها، وهذا يُحسب لها وليس ضدها، ولعل الإيرادات المتصاعدة لهذا الفيلم ستجعلها تلتزم ببوصلتها الجديدة.