فيضانات مدمرة تضرب جنوب ليبيا.. مقتل شخصين وإصابة العشرات وسط انهيارات وانقطاع الكهرباء
شهدت مدينة سبها، الواقعة في جنوب غرب ليبيا، ليلة السبت فيضانات عارمة جراء الأمطار الغزيرة التي استمرت لساعات، ما تسبب في انهيارات واسعة للمنازل وانقطاع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء. وأعلن المجلس البلدي في سبها عن وفاة شخصين وإصابة 33 آخرين، وسط تحذيرات من استمرار سوء الأحوال الجوية وتزايد تدفق السيول. وتعيش المدينة حالة طوارئ قصوى مع استمرار الجهود الإغاثية لإنقاذ المتضررين وإجلاء العائلات المحاصرة بمياه الفيضانات.
إجلاء العائلات المحاصرة وفتح مراكز للإيواء
بعد تداعيات الأمطار الكارثية التي شهدتها المدينة، تمكنت فرق الإنقاذ، بالتعاون مع القوات المسلحة والأمن، من إجلاء عدد كبير من العائلات التي حوصرت بمنازلها بسبب ارتفاع منسوب المياه في عدة أحياء، بما في ذلك حي الناصرية والثانية. وأعلنت السلطات المحلية عن تجهيز عدد من المدارس لتكون مراكز إيواء مؤقتة للعائلات التي فقدت منازلها نتيجة انهيارها بسبب السيول. وشددت السلطات على ضرورة التزام المواطنين بتعليمات السلامة، محذرة من الاقتراب من مجاري الأودية والسيول التي ما زالت تشكل خطراً كبيراً على حياة السكان.
انقطاع الكهرباء يزيد من تعقيد الوضع وتضرر البنية التحتية
تسببت الأمطار الغزيرة في إغراق عدة محطات لتوليد الكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق المدينة، ما زاد من صعوبة عمليات الإنقاذ والإغاثة. وتضررت البنية التحتية بشكل كبير، حيث تعرضت عدة أحياء للدمار الجزئي والكامل، مع انهيار ما يقارب 150 منزلاً في مناطق مختلفة. وأفادت تقارير محلية أن الأضرار الناجمة عن هذه الفيضانات تهدد بإحداث أزمة إنسانية كبيرة، خاصة مع عدم توفر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء.
أكد مدير مركز سبها الطبي، أحمد بوعقيلة، أن المركز يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية، خاصة مع تزايد عدد المصابين الذين يصلون إلى المركز جراء انهيار المنازل والحوادث الناتجة عن الفيضانات. وبيّن بوعقيلة أن المركز الطبي يواجه تحديات كبيرة في تقديم الرعاية اللازمة للمصابين، وأنه بحاجة إلى دعم إضافي من الجهات المعنية. كما أشار إلى أن المركز أعلن حالة الطوارئ واستدعى الفرق الطبية المتخصصة للعمل على مدار الساعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
الحكومة الليبية تعلن حالة الطوارئ وتصدر تعليمات لإغاثة المتضررين في سبها
في استجابة سريعة لتداعيات الفيضانات، أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، عن تعليمات عاجلة لوزارات الداخلية والصحة والموارد المائية والكهرباء للتدخل الفوري. وأكد حماد أن الحكومة تسعى لتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة، بما في ذلك توفير مراكز الإيواء وإرسال فرق متخصصة لشفط المياه من المنازل والشوارع. كما شددت الحكومة على ضرورة إصلاح شبكة الكهرباء في أقرب وقت ممكن لضمان استعادة التيار الكهربائي وتسهيل عمليات الإغاثة.
دعوات لتقديم المساعدات الإنسانية لسبها وسط مخاوف من تفاقم الأزمة
أثارت الكارثة التي حلت بمدينة سبها تعاطفاً واسعاً من المجتمع الدولي، حيث دعت العديد من المنظمات الإنسانية الدولية إلى تقديم المساعدات العاجلة للمدينة. وحذرت منظمات الإغاثة من تفاقم الوضع الإنساني في ظل استمرار الأمطار الغزيرة وتدهور البنية التحتية. كما أشارت إلى أهمية توفير المساعدات الطبية والغذائية للأسر المتضررة، خاصة في ظل نقص الموارد المحلية وضعف القدرات الإغاثية المتاحة حالياً في المدينة.
فيضانات سبها تذكر بكارثة إعصار دانيال في شرق البلاد
تأتي هذه الفيضانات في وقت حساس لليبيا، حيث لم تتعافَ البلاد بعد من آثار إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة في سبتمبر 2023، وتسبب في دمار هائل وابتلاع أحياء كاملة. ومع استمرار تدهور البنية التحتية نتيجة للصراعات المسلحة والأزمات السياسية، تعاني ليبيا من ضعف في التعامل مع الكوارث الطبيعية. وتعد سبها واحدة من المدن الرئيسية في جنوب ليبيا التي تواجه تحديات متزايدة نتيجة هذه الأزمات، مما يجعل الكارثة الحالية اختباراً لقدرة السلطات المحلية على الاستجابة الفعالة.