فلوريدا.. «أكبر الولايات المتأرجحة» تختفي من خريطة الانتخابات الرئاسية
دائما ما كانت فلوريدا ولاية مهمة لأي مرشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن ثم كانت أموال الدعاية تنهمر بكثافة على سوقها الإعلاني إلا أن تحولها من أكبر ولاية متأرجحة، إلى ولاية “حمراء”، جعلها تختفي من الخريطة السياسية لانتخابات 2024
فلم يعد هناك مبرر للديمقراطيين لإنفاق أموال طائلة بلا داع، وكذلك بالنسبة للجمهوريين فهم لا يحتاجون لإنفاق المال في ولاية باتت “مضمونة”، بحسب شبكة “إن بي سي” نيوز.
يؤشر توقف تدفق أموال الدعاية الانتخابية على الولاية خلال دورة انتخابات رئاسية، بأن الزمن الذي كانت فيه ولاية “أرجوانية” (متأرجحة تجمع بين اللونين الأحمر والأزرق)، قد انتهى.
وأمام حشد من أنصاره، قال حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس: “هل أنتم سعداء أننا أصبحنا ولاية حمراء تماماً؟ في السابق لم يكن الأمر كذلك، كان الأمر متقاربا للغاية، على نصل السكين تقريباً”، وأضاف: “إذا لم يتمكن الجمهوريون من الفوز في فلوريدا، فلن يكون لديهم طريق للفوز بالمجمع الانتخابي”.
وعلى مستوى الولاية، لطالما صوتت فلوريدا لصالح الجمهوريين، الذين يملكون أكثر من مليون صوت ناخب مسجل، بأكثر من الديمقراطيين، وهم لا يزالون يسيطرون بقوة على كل رافعة من روافع السلطة السياسية تقريباً.
ولكن الولاية المضمونة للجمهوريين في السباقات على مستوى الولاية، لم تكن كذلك، في الانتخابات الرئاسية، وكانت ولاية متأرجحة رئيسية، يمر الطريق إلى البيت الأبيض عبرها، لكن الأمر تغير في السنوات الأخيرة.
تراجع إنفاق المرشحين
في الماضي، عندما تدفقت مبالغ ضخمة من المال خلال السباقات الرئاسية، كان بإمكان الديمقراطيين الفوز بالولاية، إلا أن هذه الأموال جفت بشكل كامل تقريباً.
في سبتمبر/أيلول 2020 وحده، على سبيل المثال، تم إنفاق أكثر من 57 مليون دولار على حملات المرشحين في الإعلانات التلفزيونية، منها 38 مليون دولار أنفقتها حملة الرئيس جو بايدن، و19 مليون دولار أنفقتها حملة دونالد ترمب.
وفي عام 2022، وهي دورة انتخابية غير رئاسية، أنفقت المجموعات الديمقراطية الوطنية 2 مليون دولار في الولاية، بانخفاض عن ما يقارب 60 مليون دولار في انتخابات التجديد النصفي السابقة.
وحتى الآن، خلال دورة انتخابات 2024، تم إنفاق 2.1 مليون دولار إجمالاً على إعلانات الحملات الرئاسية التلفزيونية، وهذا الانخفاض في الإنفاق “يعكس أن السباق على مستوى الولاية لم يعد تنافسياً كما كان في الماضي”.
وخلال العام الحالي، تبنى الحزب الديمقراطي في الولاية شعار “شيء ما يحدث في فلوريدا”، في إشارة إلى حقيقة مفادها أنه لا أحد يتوقع منهم الفوز بالولاية، لكن كما يرون، هناك مقاييس معينة تدفع إلى التفاؤل، ليس فقط في الانتخابات الحالية، بل لإعادة بناء الحزب والبنية التحتية بشكل عام أيضاً.
وقال مدير الاتصالات في الحزب الديمقراطي في فلوريدا إيدن جياجنوريو: “مع العمل الذي قمنا به والزخم الشعبي، أصبحت فلوريدا تنافسية مرة أخرى في عام 2024. تخيل الآن ما يمكننا تحقيقه باستثمار حقيقي”.
ورغم استخدام الديمقراطيين استطلاعات الرأي العامة كمؤشر على الزخم، فإن معظم الاستطلاعات لا تزال تشير إلى أن الولاية خارج الفوز بفارق 3.2 نقطة الذي حققه ترامب عام 2020، والذي كان يُنظر إليه في ذلك الوقت على أنه ضخم في ولاية شهدت منذ فترة طويلة حسم المسابقات الرئاسية بهامش ضئيل للغاية.
ومنذ أن حلت محل بايدن كمرشحة ديمقراطية في يوليو/تموز الماضي، لم تقم حملة هاريس بأي زيارة إلى فلوريدا، لكن بعد مناظرة الثلاثاء، تُخطط الحملة لجولة في الولايات المتأرجحة، تشمل فلوريدا.