فقاعة أم فرصة؟.. الذكاء الاصطناعي يجذب استثمارات بالمليارات
يستقطب الذكاء الاصطناعي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة، لكن معظم الخبراء يعتقدون أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف.
في المقابل، أدى الخوف من تفويت الفرصة إلى ارتفاع قيمة شركات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، رغم ضعف الرؤية حول متى ستحقق هذه التكنولوجيا أرباحًا. ويزداد الغموض عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي ستسود، وفقًا للمحللين الذين أجرت “فرانس برس” مقابلات معهم.
حصلت شركة OpenAI، الشركة المصنعة لـChatGPT، على 6.6 مليار دولار في جولة تمويلية دفعت تقييم الشركة إلى 157 مليار دولار، وهو رقم ضخم جدد المخاوف من أن فقاعة الذكاء الاصطناعي على وشك الانفجار.
قال المحلل التكنولوجي روب إنديرلي من مجموعة إنديرلي عن الذكاء الاصطناعي التوليدي: “نحن في فقاعة حيث يركض الجميع قائلين إن عليك تطبيقه .. سيحدث هذا لعامين أو ثلاثة، وستستقر بعدها الأمور”.
في المقابل يرى المنتقدون أن مشترين التكنولوجيا لا يفهمونها بشكل كبير وأن السوق لم تنضج بعد.
يرى إنديرلي أن المستثمرين يضخون الأموال في شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع فكرة خاطئة مفادها أننا قريبون من التكنولوجيا التي تجعل أجهزة الكمبيوتر تفكر بالطريقة التي يفكر بها البشر، وهو يرى أن هذا لن يحدث قبل عام 2030.
ثورة عارمة
ألقت الشركات العملاقة مثل أمازون وغوغل وميتا ومايكروسوفت بثقلها وراء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ودخلت في شراكات ودفعت بمنتجات لتسريع تبنيها، لكنها تنفق مبالغ طائلة لتوفير أدوات ليست جيدة في بعض الأحيان، وتكلفها في الوقت الحالي أكثر مما تحصل عليه من المستخدمين.
قالت غريس هارمون، المحللة في شركة إي ماركتر، عن جولة تمويل OpenAI، إن الاستثمارات الضخمة في OpenAI تُظهر أن شركات التكنولوجيا الكبرى على استعداد لضخ “أموال كبيرة في شركة بها خسائر تشغيلية ضخمة”.
أضافت أن هناك “خوفًا مستمرًا من نقص الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والخسارة، حتى لو لم تكن الاستثمارات مضمونة لتوفير العائدات”.
دان إيفز، المحلل في شركة ويدبوش للأوراق المالية، هو أحد أكبر المؤمنين في وول ستريت بأهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقال بعد جولة التمويل التاريخية لـOpenAI: “إن ثورة الذكاء الاصطناعي ليست قريبة منا فحسب، بل إنها تشكل مستقبل عالم التكنولوجيا”.
في المقابل، تشير تقارير أن شركة OpenAI ستخسر 5 مليارات دولار هذا العام، مقابل مبيعات بلغت 3.7 مليار دولار، في المقابل تقول الشركة للمستثمرين إن هذا الوضع لن يستمر طويلًا، وأن الإيرادات سترتفع بشكل كبير لتصل إلى 100 مليار دولار في عام 2029.
هل هناك أكثر؟
السؤال هو إذا ما كان الأفراد حول العالم سيدفعون ثمن خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل برنامج CoPilot من مايكروسوفت الذي يعتمد على تقنية OpenAI، كما قالت كارولينا ميلانيسي، المحللة في شركة كريتف ستراتيجيز، التي عارضت فكرة فقاعة الذكاء الاصطناعي.
وقالت ميلانيسي: “سيبدأ المستهلكون في تجاوز الأدوات التي تكتب المقالات نيابة عنهم .. سيصبح جزءًا من حياتنا وسنعتمد عليه، لأننا سنضطر إلى ذلك”.
في الوقت الحالي، يعد نموذج أعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي صعبًا، نظرًا لأن تكاليف مركز البيانات وقوة الحوسبة تضغط على الإيرادات، وفقًا للمحللين. مع ذلك، لا تعتقد ميلانيسي أن صناعة التكنولوجيا تنجرف وراء الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقالت: “الطريقة التي نفكر بها في هذا الأمر هي كيفية تطويره، وليس انفجار الفقاعة وخسارة الجميع .. ما سيحدث إلى حد ما هو البقاء للأصلح”.
وبينما تزداد الإثارة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي بمعدلات تتخطى الدلائل الحقيقية على نجاحه، فإن التكنولوجيا تتحرك بسرعة استثنائية.
وقال إنديرلي: “المستثمرون ليسوا متأكدين من الوجهة، لكن الجميع لا يريدون أن يتخلفوا عن الركب”.