فرنسا.. الانتخابات تقترب و”تسونامي اليمين” يواصل الزحف
واصل “تسونامي اليمين المتطرف” في فرنسا الزحف، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر انطلاقها الأحد المقبل.
وحافظ “اليمين المتطرف” على الصدارة في استطلاعات الرأي، قبل ساعات من انطلاق الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون بعد فوز حزب “التجمع الوطني” بأغلبية ساحقة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت مؤخرا.
وسيختار نحو 50 مليونا من الناخبين الفرنسيين، أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم 577 عضوا على مدار جولتين، حيث ستنطلق الأولى الأحد 30 يونيو، والثانية 7 يوليو، في انتخابات تعتبر الأهم منذ عام 1945.
أغلبية مطلقة
أظهر استطلاع للرأي، قبل يومين من الجولة الأولى للانتخابات التشريعية، أن جزءًا كبيرًا من الفرنسيين يعتزمون التصويت لصالح حزب “التجمع الوطني” برقم قياسي وسّع الفارق بينه وبين المعسكر الرئاسي واليسار.
والاستطلاع الذي أجراه “أوبنيون واي” لصالح “سي نيوز، وأوروب 1، وجورنال دو ديمانش”، ونُشر الجمعة 28 يونيو، سأل المشاركين: “في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية يوم الأحد، أي من المرشحين التالية أسماؤهم ستصوت له في دائرتك الانتخابية؟”.
وفي هذا السباق المشتعل، سيحصل “التجمع الوطني” وحلفاؤه، بما في ذلك المرشحون الجمهوريون المؤيدون لإيريك سيوتي، على 36% من الأصوات، وهي النتيجة التي تعطي الأمل بالحصول على الأغلبية المطلقة بعد الجولة الثانية لحزب جوردان بارديلا.
نقطة واحدة
حزب الجبهة الشعبية الجديدة جاء في المركز الثاني، بحصوله على نسبة 28% من نوايا التصويت، فيما حلّ مرشحو الأغلبية الرئاسية في المركز الثالث بنسبة 20% من الأصوات.
ومقارنة باستطلاع “أوبنيون واي” السابق والذي نشر في 20 يونيو الجاري، فقد ارتفع نصيب حزب “التجمع الوطني” نقطة واحدة، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد اليسار، دون تقدم يذكر لحزب النهضة التابع لماكرون.
وبينما تحرز هاتان القوتان السياسيتان الرئيسيتان تقدمًا، لا تشهد الأحزاب الثانوية أي ارتفاع ملموس، إذ ظلت نسبة الجمهوريين عند 7%، في حين ظلت نسبة حزب “الاستعادة” راكدة عند 2%، وكذلك حال مختلف المرشحين اليمينيين.
وسيحصل كل من أقصى اليسار، ومرشح مستقل من دعاة حماية البيئة، ومرشح يساري متنوع، على 1% من الأصوات إذا أُجري التصويت يوم الأحد المقبل.
من يفضل الشباب؟
وتظهر النتائج التفصيلية للاستطلاع أن الفئة العمرية من 18-24 عامًا تتجه بشكل رئيسي نحو التصويت لمرشحي الجبهة الشعبية الجديدة (53%)، في حين أن مرشحي الأغلبية الرئاسية سيحصلون فقط على 13% من الأصوات، و”التجمع الوطني” على 26%.
وانعكس هذا الاتجاه بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 35 و49 عامًا، إذ بلغت نسبة نوايا التصويت 27% للجبهة الشعبية الجديدة، و40% للتجمع الوطني وحلفائه.
فيما ترتفع أسهم الأغلبية الرئاسية فقط بين من تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر بنسبة 34%، متقدمة مباشرة على حزب التجمع الوطني (31%)، الذي يسجل نتائج جيدة (46%) بين الفئة التي تتراوح أعمارها من 50-64 عامًا.
وليس من المستغرب أن يكون 83% من الراغبين في التصويت لحزب “التجمع الوطني” وحلفائه قد أيدوا بالفعل قائمة جوردان بارديلا في الانتخابات الأوروبية.
مشاركة مرتفعة
وللتذكير ستجرى الانتخابات وفق نظام التصويت بالأغلبية للعضو الواحد على جولتين في 577 دائرة انتخابية، ولكي يتم انتخاب العضو في الجولة الأولى، على المرشح أن يحصل على أكثر من 50% من الأصوات المدلى بها وما لا يقل عن 25% من أصوات الناخبين المسجلين.
وإذا لم يستوفِ أي مرشح هذه الشروط، فسيتأهل الأول والثاني تلقائيًّا إلى الجولة التالية المقرر إجراؤها في 7 يوليو.
كما يمكن للمرشحين الذين حصلوا على أكثر من 12.5% من المسجلين البقاء، حتى لو كانوا في المركز الثالث أو الرابع، وفي الجولة الثانية، يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات.
ورغم انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الأوروبية (51.49%)، فإن الانتخابات التشريعية غير المتوقعة يمكن أن تسبب صدمة حقيقية بين الفرنسيين، كما توقع إيمانويل ماكرون عندما اختار حل الجمعية.
ومع مشاركة تقدر بـ 63%، فإن هذه النسبة بلا شك هي “الحقيقة الأبرز” في الاستطلاع الأخير الذي أجراه معهد “إيفوب” مؤخرًا، وإذا تحققت ستكون الأولى منذ عام 2002 (64.42٪) وستمثل زيادة قدرها 15 نقطة مقارنة بانتخابات 2022.