علي محمد الشرفاء يكتب: عودوا إلى الله..
يجيء رمضان وكأنه غريب بيننا، فلا صلوات تمتلأ بها المساجد، ولا تهجد يدعون الله فيه كل ليلة أن يتقبل الصيام، ويستجيب لهم الدعاء بالرحمة والمغفرة، لأن الله سبحانه ينبئنا عن غضبه بعدم رضاه عن أعمالنا، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وسفك دماء الأبرياء، وانتشار الفسق والفجور، فلا ناصح يحذر، ولا رشيد ينذر، ولا داعية دين يبادر بالتوجيه، وعدم مخالفة أوامر الله لمصلحة الناس، من أجل أن تتنزل البركة عليهم، وينتشر الأمان بينهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.
تمردوا على الله وعصوا أوامره فأرسل عليهم عقابه بعد إنذارهم بقوله سبحانه (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) (سورة السجدة) حتى تم قفل المساجد،
وكأن الله لا يرغب فى استخدام مساجده، وهو يعلم أننا نصلي عادات وليس عبادات، ولَم نتبع منهجه فى التعامل والعلاقات الإنسانية وقيم الفضيلة التى جعل الرسول لها قدوة لنا، فى تطبيقاتها فى سلوكياته مع كل الناس، ونسينا كتابه وأعرضنا عن ذكره، فأنزل علينا غضبه،
لعلنا نستجيب لدعوته للرجوع إلى الله ، والالتزام بكتابه كما بلغنا به رسوله الكريم عليه السلام حتى يرضى عنا، ويزول غضبه الذى أدى إلى إغلاق بيوته لتظل المساجد مغلقة حتى نستفيق من الغفلة، ونرجع إلى الله صادقين فى عبادته، منيبين إليه طائعين أوامره، منفذين تشريعاته، متبعين عظاته ليأمر سبحانه بفتح بيوته مرة ثانية، وقد رضي عنا وصدقناه العبادة، فالله يهدي عباده لطاعته ويرفع عنا مقته وغضبه، ويغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.