علي محمد الشرفاء يكتب: الإسلام دين الرحمة
إن شيوخ الباطل وما يقدمونه للمسلمين من سموم وأباطيل تنبت من نفوس مريضة لم تفهم حقيقة رسالة الإسلام فهي محبة ومودة وسلام لكل الناس والله أرسل رسوله بقوله سبحانه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)) (سبأ) وهم فعلا لايعلمون كما قال رب العزة إنما هم يفترون ويزورون ويحرفون ما أنزل الله على رسوله عليه السلام،
وعندما يأمر الله الناس بقوله سبحانه ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ ) ( المائدة2) فهل هذا الأمر الإلهي موجه للمسلمين فقط أم لكل الناس الذىن خلقهم الله من نفس واحدة؟! وهل البر أن تنشر خطاب الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد لخلق الفتن وزعزعة الامن والاستقرار.
إن الله يريد لعباده العيش الكريم فى ظل الأمن والسلام والتراحم فيما بينهم، وإلا لماذا وصف رسوله عليه السلام بقوله ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) (الأنبياء) ولم يقل سبحانه رحمة للمسلمين لأن الله لم يفرق بين عباده فى الحياة الدنيا ، بل وضع لهم خارطة طريق للتعاون والإحسان والمعاملة الطيبة بينهم بأخلاق القرآن، فمن أين أتى أتباع الشيطان بتلك الفتاوي الشريرة؟! ولماذا لايتدبرون آيات الله ليتبين لهم حقيقة الدين الذي ينتمون إليه؟!
أخشى عليهم أن يأتى أولئك الشيوخ أمام الله يوم الحساب فيخاطبهم سبحانه بقوله (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)(الفرقان) ثم يقول سبحانه (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) ) الاحزاب وقال سبحانه ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً 29-31) (الفرقان)
وهكذا سيكون حال الشيوخ الذين افتروا على الله كذبا، يخادعون الله والذين آمنو ا ويقدمون للناس فتاواهم باسم دين الإسلام والدين الإسلامي منهم ومن أقوالهم وفتاويهم براء، ولذلك يشتكي قومه الرسول عليه السلام لله بقوله ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) (الفرقان) فلو اتبعوا كتاب الله وحده فان يضلوا ولن تتفرق بهم السبل والله سبحانه يدعوهم بقوله (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153 ) الأنعام وصراط الله هو الذكر الحكيم وقرإنه المبين فمن أراد الجنة فعليه اتباع كتابه ، ومن أعرض عن ذكره فله جهنم وبئس المصير