علي محمد الشرفاء يكتب: أهل العلم وصحيح الدين
أولًا من هم أهل العلم؟! وما صفاتهم؟! ومن ميزهم عن خلق الله؟! وهل اختبرتهم مؤسسات علمية لينعموا عليهم بوسام أهل العلم؟! وأي علم يقصدون؟! وماذا يعنون أولئك الشيوخ بصحيح الدين؟! وأي دين يتكلمون عنه؟! إن كانوا يعنون دين الإسلام فصحيح الإسلام رسالة الله لخلقه تضمنتها آيات القران الكريم وحددت التشريعات والأحكام التى تتعلق بالمحرمات، ودعت الناس لاتباع كتاب الله وعظاته، حيث يقول سبحانه يخاطب خلقه من البشر (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )( الأعراف:٣) واتباع ماأنزله الله على رسوله من التعليمات والأخلاقيات فى منظومة آداب القرآن ليتحلى بها الناس ويقتدوا بسنة رسوله فى تطبيق آداب القرآن وأخلاقياته، كما وصفه الله سبحانه فى قرآنه بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(القلم:4) .
وقد جمل الله رسوله بأخلاق القرآن ليكون قدوة للناس فى التعامل مع أهله وقومه، وكل الناس فى مجتمعه، بغض النظر عن هوياتهم أو عقائدهم الحسنى، والكلمة الطيبة بالرحمة والعدل. تلك هي سنة الرسول عليه السلام، وليست الأقوال المفتراة عليه والمنسوبة إليه ظلما وعدوانا ،التي خدعوا الناس بأنها صحيح الدين، فالعلماء مجهولون ومصطلح صحيح الدين غير محدد فأي دين يعنون، و نحن لا نعرف من هم أهل السنة والجماعة؟
فالإخوان أهل سنة ولديهم علماء، والقاعدة أهل سنة ولديهم علماؤهم وفتاويهم ، وداعش أهل سنة وأيضا لهم علماؤهم، فلأي من العلماء أولئك الشيوخ المضللين ينتمون؟ إن رسالة الإسلام بعث الله بها رسوله عليه السلام، ليبلغها للناس جميعا، دون أن يكلف الله أحدا من عباده باحتكار فهم مقاصد الآيات ومعرفة صحيح الإسلام فيها، فلغة القرآن لغة عربية وكلمات الآيات معانيها ليست مشفرة أو بها ألغاز تحتاج لحلها، والله لم ينزلها على رسوله ليمتحن العباد فى فهم كلماته، فهي ميسرة لكل من لديه عقل رزين، وسعي أمين، لمعرفة دينه وما يأمره باتباعه رب العالمين ليحظى بجنات النعيم، وهو الذى سبحانه أمر عباده باتباع كتابه، والتدبر فى آياته، ومعرفة التزامات الإنسان تجاه تطبيق تعليمات الخالق وعظاته، والتى تصب كلها فى مصلحة الإنسان فى الدنيا والآخرة، ولم يكلف الله أحدا من عباده بالاختصاص وحده بفهم القرآن ومعرفة صحيح الإسلام وأن يفرض على الناس اتباعه، ليكون المرجع الوحيد لدين الإسلام ويتبعه الناس فى الحق والباطل.
ولذلك بتعدد المرحعيات من قبل علماء مجهولين ومقبورين، يطلبون من الأجيال الحاضرة أن ترتهن عقولهم مع الذين مضوا من مئات السنين، والله يصف الذين يتبعونهم بقوله (وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) (23:الزخرف) وبرغم توضيح القرآن الكريم للناس بأن يعيشوا عصرهم ويستنبطوا من القرآن صحيح الدين بما تتوفر لديهم من الوسائل الحديثة فى البحث فى كتاب الله وفهم مقاصد الآيات لمنفعة الإنسان فيضع سبحانه قاعدة لكل الأجيال، ولكل عصر ألايعتمد على عصر من سبقه، فلكل عصر ظروفه وفهمه وتقديره، فيقول سبحانه ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (البقرة:134) في هذه الآية يبين لنا الله سبحانه للذين يعيشون فى عصرنا أن يعيدوا النظر فى مفاهيم رسالة الإسلام، وما تدعو إليه من رحمة وعدل وإحسان وحرية وسلام، وتحرير الإنسان من الظلم والطغيان، وحقه فى اختيار العقيدة التى يؤمن بها، واحترام حقه فى كل زمان ومكان، فمن أراد أن يعرف صحيح دين الإسلام فليرجع إلى كتاب الله، ليجد فيه كل الأجوبة التى يستفسر عنها الإنسان ويتحقق لقلبه الاطمئنان، فبذكر الله تطمئن القلوب.