علي محمد الشرفاء يكتب:المتن المقدس هو كلام الله وآياته
القرآن هو الرسالة الإلهية للناس تبين لهم طريق الخير وتعرفهم طريق الشر
المتن المقدس هو كلام الله وآياته، وهو المنهج الذي سيتم على أساسه أسئلة الامتحان يوم الحساب، وهو الميزان الذي سيحكم الله به على عباده بما أنجزوه من أعمال استرشادًا وطاعة لمقاصد آياته، وكل خلق الله مرجعهم إليه، قال تعالى: «يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)» (الشعراء).
فالقرآن هو المتن المقدس الوحيد، رسالة الله للناس تبيّن لهم طريق الخير وتعرّفهم طريق الشر، وما يعيشه المسلمون اليوم من مآسي الإرهاب وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية باسم الإسلام، إنما هو امتداد لِما حدث من قرون مضت عندما ظهرت كثير من روايات باطلة ابتُدِعت وفتاوى ظالمة غيبت العقول.
وانتشرت في أقطار المسلمين من بعض الفقهاء والرواة المزورين الذين سوَّلت لهم أنفسهم الشريرة الافتراء على الله ورسوله، واختلقوا تشريعاتٍ وأحكامًا تتعارض مع التشريع الإلهي الذي يدعو للرحمة والعدل والحرية والسلام، وتتناقض مع مقاصد آياته لمنفعة الناس وصلاحهم التي جاءت في الخطاب الإلهي لتهدي الناس إلى طريق الرحمة والعدل وتحريم الاعتداء على الناس في أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم ومعاملة الناس بالحسنى.
أمر الله عباده أن يتبعوا آيات المتن المقدس
فالله سبحانه سيقيم الحُجة على المسلمين يوم الحساب لأنهم لم يتبعوا كتابه، كما أمر عباده بقوله: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف : 3).
فماذا سيكون جوابهم يومئذ إلا كما قال سبحانه : «يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا» (الأحزاب : 66).
ويصور لنا القرآن الكريم موقف الشيطان منهم حينئذ: «وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (ابراهيم: 22)
فما الذي أوصلهم إلى هذه الحال؟.. لأنهم اتبعوا كتب التراث والروايات الباطلة وآمنوا بما تم نقله إليهم من آراء الفقهاء والمفسرون وما نسبوه الصحابة من أكاذيب وأساطير وإسرائيليات.
حين قدسوا كلام عباد الله وهجروا كلام الله تلك هي الإشكالية التى يعيشها فكر المسلمين من تذبذب وتخبط.
فأيهما أحق بالاتباع؟.. كلام الله أم كلام عباد الله الذين ساهموا في تضليل المسلمون وسقوهم سمًا زعافًا من كتب التراث، التي تأسست عليها عقائد الإرهابيين والخوارج والإخوان والقرامطة والحساسية والتكفيريين والسلفيين وغيرهم من السفَّاحين والقتلة باسم الإسلام.
مهمة الرسول تبليغ آيات الله
فويلٌ للذين افتروا على الله ورسوله الذي يدعوهم بما أنزل الله في كتابه وكلَّفه بتبليغ رسالته لعباده تهديهم طريق الحق والرشاد وتقودهم إلى سُبل الخير والسلام، فلن يحاسب الله الناس على أعمالهم بكتب التراث اجتهادات فكرية وأفهام بشرية محدودة الأفق قصيرة النظر لا تستطيع أن تخترق حجب الغيب، سيقفون جميعًا مع كل خلق الله كلٌ ينتظر نتيجة الامتحان الدنيوي.
فمن عمل صالحًا واتبع كتاب الله والتزم بتشريعاته وطبَّق عظاته وتخلَّق بأخلاقياته وابتعد عن محرماته، فقد فاز والجنة جائزته.
وأمَّا من سقط في الامتحان واتبع فلان وعلان وآمن بأقوال لم ينزل بها سلطان فقد خسر الدنيا والآخرة والسلام على من اهتدى ورجع إلى الله عائدًا وعابدًا واتبع كتاب الله مرددًا الله أكبر شاهد على وحدانيته مؤمنًا برسوله جاعل القرآن له هاديًا ومرشدًا.