علي جمعة: الصلاة عماد الدين وشأنها عظيم وتركها يوقع في الحيرة والضلالة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن الله تبارك وتعالى بيَّن أن الإنسان إذا ضل عن طريقه فإنه يقع في الحيرة؛ لأن الحيرة تجعله في طرقٍ شتى وطريق الله واحد، أما الطرق المختلفة فليست هي سبيل الله.
وأوضح عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن الإنسان عندما يخرج عن طريق الله الواحد فإنه يقع في سبلٍ كثيرة وطرقٍ متعددة؛ فتحدث له الحيرة ، فهناك ارتباط بين التخلي عن طريق الله وبين الحيرة؛ فإذا أردت طريق الله فهو طريق واحد، حتى قالوا : «إن طريق الله واحد، والخلاف من جهلة المريدين»، يعني هناك طرق مختلفة «الطرائق على عدد أنفاس الخلائق».
وإن اختلفت المشارب، والأذواق، والبرامج، لكنها كلها تصب في (لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله)، وشبهوها بالدائرة، وأن الله هو مقصود الكل؛ فكل من على هذه الدائرة مقصوده هو الله، مقصوده يذهب إلى المركز، والعلاقة ما بين أي نقطة من النقاط على المحيط وبين المركز واحدة، مقياسها واحد وهو نصف القطر لا يختلف فطريق الله واحد.
عدد الطرائق على أنفاس الخلائق
فإذا نظرنا إلى المحيط فعدد الطرائق على أنفاس الخلائق، وإذا نظرنا إلى المسافة بين ذلك المحيط وبين المركز الذي هو مقصود الكل؛ فإن طريق الله واحد ومتساوي، والخلاف من جهلة المريدين؛ فيجب أن ننظر إلى التساوي ولا ننظر إلى التعدد؛ فطريق الله الحق هو هذه الدائرة، أما الدوائر الأخرى فليست حق، وليست هي طريق الله، بل إنها سبل مختلفة يسير فيها الإنسان.
كيف نتمسك بطريق الله سبحانه وتعالى حتى نتقي الحيرة، والضلال، والاختلاف، والتخلف بعد التقدم؟ فيقول ربنا سبحانه وتعالى: «وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» (الأنعام: 72).
«وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ»، برنامج عملي ليس فيه توهمات فكرية، بل إنه أمرٌ بشيءٍ عظيم، وهو أن تقيم الصلاة، «وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ» مفتاح طريق الله سبحانه وأول التوجه الصحيح، ولذلك تجد سيدنا رسول الله ﷺ يقول: «الصلاة عماد الدين» فشأن الصلاة عظيم، ولذلك ترك الصلاة يوقع في الحيرة، والضلالة.
التقوى ثاني خطوة للسير في طريق الله
وأشار الدكتور علي جمعة، إلى أن ثاني خطوة للسير في طريق الله (وَاتَّقُوهُ) التقوى؛ والتقوى شعور بموجبه تخاف من الجليل – سبحانه وتعالى – فيمنعك هذا الخوف من المعصية ومن الفساد في الأرض ومن ظلم الناس، وأن تعمل بالتنزيل لأن الله قد نصحك في نفسك فأمرك ونهاك فتلتزم عندما يريد الله ذلك؛ وتستعد ليوم الرحيل فالإيمان باليوم الآخر هو الذي يتحكم في سلوك البشر، ولولا وجود هذا اليوم لبغى الناس وأفسدوا، ويحقق المسلم التقوى بدوام مراقبة الله ومداومة ذكره عز وجل.
إذن أول خطوة هي: إقامة الصلاة وهذه مسألة عملية، وثاني خطوة هي: التقوى وهذه مسألة عقائدية، قلبية، ذهنية، روحية: «وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» الربط باليوم الآخر، وهذه أشياء دلنا الله تعالى عليها لكي نتمسك بالطريق ولا نضل فنحتار؛ فنختلف؛ فنتدهور، ونتخلف، ولا نتقدم.