على محمد الشرفاء يكتب: نحو استراتيجية إعلامية
لقد سبق و أن ناديت بوضع ضوابط للإعلام واستراتيجية دفاعية عن مصلحة الوطن، وتلك الاستراتيجية لن يستطيع أن يضعها الإعلاميون وحدهم إنما هي مسئولية الدولة لكي يكون الإعلام ضمن استراتيجية عامة للدولة تغطي كافة القطاعات التعليمية والعسكرية والاقتصادية بمختلف قطاعاتها والأمنية ، عناصر خطة قومية مرتبطة بعضها ببعض ويكمل كل منها الآخر
ومن الخطورة أن يترك للإعلام وحده تخطيط التوجه الإعلامي دون أن يكون لديهم خارطة طريق تحدد لهم خطوط القتال، وتوضح لهم توجهات الدولة، بحيث تتحقق معزوفة وطنية منسجمة مع الاستراتيجية الوطنية، لتعزف لحنًا واحدًا للأمن والاستقرار والتقدم وبدون ذلك فنحن نحرث فى البحر.
حينما يطالب سيادة الرئيس الإعلاميين أن يكونوا مقاتلين إذن ما هي خطة القتال التى تتبناها الدولة فى السلم لمواجهة الأفكار المتطرفة، وفى الحرب لمواجهة الحرب النفسية والتحديات التى تواجه الوطن المصري، من سيحدد للإعلام كيفية المواجهة؟ ومن سيرسم له خارطة الطريق للقتال؟
أليس تلك مسئولية الدولة التى تحدد كيفية مشاركة الإعلام فى معركة الوجود والتقدم، فلايمكن للإعلام وحده أن يحدد خارطة الطريق، فهناك أفكار مختلفة ورؤى متعارضة ومواقف متباعدة وليس من مصلحة الأمن القومي مطالبة الإعلام وحده أن يحدد أسلوب القتال وكيفية المواجهة دون توجيه من القيادة العليا،ومختلف أجهزة الدولة، فلا نلوم الإعلام إذا ما اتجه إلى طرق متعرجة لا تخدم المصلحة القومية، لأنه ترك وحده دون شمعة تضيء له الطريق ليستطيع تأدية واجبه الوطني