على محمد الشرفاء يكتب: لا سنة ولا شيعة بل إسلام وشريعة
استرشادا بقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) وقوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ) (آل عمران :19) وقوله تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران :85) فليس فى الإسلام مذاهب أو طوائف أو فرق انما دين واحد ورسول واحد أرسله الله للناس جميعا ليهديهم إلى طريق الخير والصلاح إنما نشاءت تلك المذاهب والطوائف المختلفة لأغراض سياسية ومطامع دنيوية لا علاقة لها بالإسلام فالله يدعو المسلمين للوحدة خلف كتابه المبين حيث يقول سبحانه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ) (آل عمران: 103) فهل أطاع المسلمون أمر الله؟ أم اتخذوا من شيوخهم وعلمائهم مراجع مستقلة وكل له منهجه الخاص بطائفته؟ وتفرق المسلمون بين فرق وطوائف يقتلون بعضهم البعض واستغل اعداءهم تلك الأوضاع لإثارة الفتن بينهم ومحاولاتهم للقضاء على رسالة الإسلام رسالة السلام والرحمة والحريّة والعدل لكل الناس فلا إقصاء فيها و لا كراهية تدعو لها ولا أحكام تصدرها على الناس بالتكفير والردة إنما حساب الناس جميعا عند الله يوم القيامة والله على كل شيء شهيد .
وقد منح الله كل إنسان الحرية في اختيار عقيدته ودينه، لقد تشربت العقول بالروايات المسمومة وقدسوا رواتها بمسميات علماء الأمة وشيوخ الإسلام وأهل الذكر واحتكروا فهم القرآن وتشريعاته وتسلطوا على فكر الناس بإرهابهم بالتكفير وتغاضوا عن التشريع الإلهى الذي يدعو الناس جميعا للتفكر فى كتابه المبين والتدبر فى آياته ومعرفة مقاصد احكامه لما ينفع الناس فى حياتهم الدنيا ويحميهم من عذاب عظيم يوم الحساب وتراكمت الروايات فى تفكيرهم التى تدعو للتكفير وخطاب الكراهية والإقصاء وأوجدوا المذاهب المتعددة ومناهجها المتناقضة، علما بان الدين عند الله الإسلام دون مذاهب ودون طوائف بل دين واحد وكتاب واحد ورسول واحد امام المسلمين جميعا، وقد أمر الله المسلمين بأن يتبعوا كتابه ويؤمنوا بما أنزل على رسوله من آيات بينات حيث يقول سبحانه (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 3) وقوله تعالى (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: 257) وقوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) (النساء: 61).
ولذلك فمن أراد الجنة يتبع كتابه ومن أعرض عن قرآنه فسوف يعيش معيشة ضنكا وسوف يلقى يوم القيامة عذابا أليما.
كما ان الله سبحانه قال فى كثير من ايات الذكر الحكيم مايلي
( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ )
( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( آل عمران ٨٥ )
وقال سبحانه
( وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) ( البقرة 132)
وقال سبحانه
( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ( البقرة 133)
وقال سبحانه
( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ( البقرة 136)
وقال سبحانه
( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ( آل عمران 67)
وقال سبحانه
( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) ( آل عمران 83 )
وقال سبحانه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) ( آل عمران 102)
تلك بعض الآيات التى تؤكد ان محمدا جاء بكتاب الله المبين القرآن الكريم ليستكمل رسالة الإسلام وأودع الله فى كتابه تشريعات وعظات واخلاق وقيم ومعاملات
ليهدي الانسان الى طريق الخير والصلاح حيث يقول سبحانه ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) ( الاسراء 9 )
وظهور المذاهب المختلفة التى لاتمت بصلة لرسالة الإسلام الخالدة الا اعتماد مرجعياتها على روايات مفبركة وأساطير واسرائيليات لعزلوا كتاب الله عن المسلمين ويفرقونه فرقا وطوائف يقتل بعضهم بعضا وتلك المذاهب اقتضتها الظروف السياسية وتسببت فى خلق التناقض فيما بينهم
وانتشار الفتن وطالما ظل المسلمون يتبعون روايات عُبَّاد الله ومرجعيات دينيه من خلق الله فلن يوفقهم الله أبداً وهم يضعون كتاب الله خلف ظهورهم وهو يدعوهم بقوله ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ) ويحذرهم بقوله (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ( الأنفال ٤٦ )
ويوم القيامة سيسألون اصحاب المرجعيات والمذاهب المختلفة كمايقول الله سبحانه (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) ( الانعام ٩٤ )
قال سبحانه أيضا (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) وتعنى هذه الآية تحذيرا للمسلمين الذين اتخذوا غير رسولا الله اماما وتركوا كتاب الله مرجعا وهاديا فالله ينبه رسول الله بقوله لست منهم وهم ليسوا معك واتبعوا بعضا من عبادى فأضلوهم عن الطريق المستقيم وتفرقوا مذاهب شتى
فلا يوجد فى الإسلام طوائف وفرق بل عبادا لله مؤمنين بالله الها واحدا لاشريك له وبكتابه مرجعا واحدا لابديل له وإماما ورسولا واحدا رسول الله