على محمد الشرفاء يكتب: الحكم الديني والخلافة
نعم رأينا الحكم الديني فى سوريا قتلا ونهبا للحقوق، واغتصابا للفتيات وتدميرا للبيوت وتشريدا للأطفال وسبيا النساء، وغياب العدل وانتشار الظلم وتفشي الفساد وقطع أعناق المسالمين، ونسترجع التاريخ قليلا لنرى ماذا حدث بعد وفاة رسول الرحمة بدءا من أول خليفة وهو أبو بكر شهر سيفه قتلا وترويعًا لكل من لم يدفع الزكاة، وهو يعلم يقينًا بأن القرآن لم يأمر في آياته أيًا من عباده بإلزام القيام بالعبادات بالقوة والقهر والقتل.
ذلك بداية ممارسة الحكم الديني حين تم اتهام مانعي الزكاة بالمرتدين، وحتى تلك التهمة لم يمنح الله رسله وأنبياءه وعباده بمعاقبة المرتد، حيث اختص الله وحده بحساب المرتدين، ولايوجد نص فى كتاب الله يأمر بقتال المرتد أو محاربة مانعي الزكاة، وبعد أبوبكر جاء الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ماذا حدث فى عهده.
غزوات لدول آمنة واجتياح لشعوب مستقرة والحجة أن ذلك أمر إلهي لنشر الإسلام، وأين التخويل الإلهي الذي يأمر الناس بنشر الإسلام بالقوة والله يخاطب رسوله بقوله
(أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (99) يونس)
وما حدث من قتل وترويع للآمنين فى الدول التى غزاها المسلمون، واستمر الحكم الديني أيّام الإمبراطورية العثمانية فكم شنق جمال باشا السفاح من القوميين العرب والمثقفين فى سوريا ولبنان وكم قتل الأتراك من الأشقاء الليبيين أكثر من خمسة آلاف قتيل، وكم من الأرمن تمت إبادتهم باسم الدين ، ومازال الحكم الديني والشعار الإسلامي يقتل عشرات الآلاف من العرب والمسلمين فى سوريا ولبنان والعراق ومصر.
أيادي الاٍرهاب وعقول المرضى المجانين من شيوخ الدين أحالوا الوطن العربي قتلا وتدميرا، والله يصف رسوله بالرحمة، فى قوله سبحانه
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) ( الأنبياء:107)
فأين الرحمة فى قلوب الصحابة الذين يقاتلون إخوتهم فى العقيدة والوطن؟ أين تعاليم الرسول وقول الله لهم
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (2)المائدة)
ماذا نسمي ما يجري من وحشية وقتل الأبرياء فى العراق وسوريا وليبيا والصومال؟! كل ذلك يتم باسم الإسلام.. أي إسلام يتبعون؟ وأي كتاب غير القرآن يؤمنون؟ وأي رسول يتبعون؟ لقد شوهوا الإسلام وقتلوا فيه القيم النبيلة، واستغلوه للوصول للسلطة، وأعمتهم أطماع الدنيا وغرتهم الحياة ونسوا الله فأنساهم أنفسهم بعد ما أغواهم الشيطان!