على محمد الشرفاء يكتب: التراث واتباعه
التراث مفاهيم وآراء وإفتراءات وتحريف لرسالة الإسلام تستهدف نبل دعوة الإسلام وطمس القيم السامية فى كتاب الله وصرف العرب من إتباع أوامر الله سبحانه فى الوحدة بأمره لهم ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ) (103: آل عمران) ،ثم انذرهم بقوله سبحانه ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ ) (46: الأنفال)،فلم يستجيبوا له لانهم فى معزل عن الآيات حين طغت على عقولهم الروايات فأصبحوا يعيشون فى حلقة مفرغة بين ما اختلقوه مما سميت أحاديث بعشرات الالاف من مصادر متعددة لكي يتعرفوا على الصحيح منها والمكذوب والآحاد والمتواتر واستمرؤا المجادلة والخلاف حتى تمزق المسلمون إلى فرق وطائف يقتلون بعضهم بكل الوحشية ويتلقون الروايات كأنها أوامر إلهية تدعوهم للقتل والتدمير، وهكذا ضاع من عمر العرب بالذات أربعة عشر قرنًا اختطف الشيوخ والعلماء عقولهم وحجزوا على تفكيرهم وحرموهم من المساهمة مع الحضارة الإنسانية التى يدعو لها القرآن المبيين من تشجيعه للعلم والاكتشافات والاختراعات والتعرف على كنوز الأرض لاستغلاله لمنفعة الناس.
لقد تكفل شيوخ الدين بمنع فكر المسلمين العرب من المشاركة مع دول العالم المتقدمة والانفتاح عليهم متخذين موقفا مغايرا لقول الله سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (13: الحجرات)، والتعارف يتطلب التواصل مع الآخرين وتبادل العلوم والخبرات، ولكن الدعاة اجرموا فى حق رسالة الإسلام بعد ماتم تلويثها بالروايات التى شغلت كل الذين يحاولون استخدام عقولهم استنباط معارف حديثة والرجوع للقرآن يستمدون منه النور الإلهي والإيمان بفتوحات علمية دفعوا الناس لغزو المجتمعات العربية وغيرها باسم الفتوحات التى لا تمت لرسالة الإسلام بصلة وهم يعلمون ان الله امر رسوله بتبليغ رسالته وحدد له أسلوب دعوته فى قوله سبحانه ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) (125: النجل)، تلك هي الوسيلة الوحيدة التي كلف الله بها رسوله ولم يأمره بغزو الدول بالفتوحات، بل كانت غزوات سياسية ومصالح دنيوية دفعتهم للحروب والقتال والاحتلال ثم ظل أولئك الشيوخ يدعون فى المساجد دعاء التدمير لاصحاب الديانات الاخرى من ان ينزل على شعوبهم غضبه ويرسل عليهم الصواعق ويشتت شملهم فخلقوا حاجزًا نفسيًا بين العرب المسلمين وبين الأمم الأخرى هم يتعلمون ويتقدمون فى شتى العلوم والمعارف ونحن جالسون فى المساجد ندعوا عليهم بالويل والثبور، لقد كان شيوخ الروايات السبب الرئيسي فى تأخر المسلمين عن ركب الحضارة بخطاب الكراهية الذى يدعون اليه وظل العرب قبائل متناحرة وطوائف متصارعة كل يغزوا أخيه وكل يبني دولته فلم يتعلموا من الإسلام غير اللقب والعبادات وعزلوا من القرآن كل الاخلاقيات السامية والعلاقات الإنسانية وقطعوا الروابط الأخوية بين الاوطان العربية إلى يومنا هذا حينما وظفوا الروايات لتكون عقيدة الإرهابيين من الإخوان والقاعدة وداعش والتكفيريين القتلة يحاربون الله ورسوله ويحاربون الأمنيين ذلك هو الإسلام الذى قدمه لنا شيوخ الإسلام ولازالوا مصرين على الخطيئة بهجر القرآن وعدم اتباع تعاليمه التى تدعو للرحمة والعدل والحرية والاحسان والسلام لقد منعوا حرية التفكير والله يدعونا للتفكر فى اياته والتدبر فى قرانه كما يقول سبحانه ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191: آل عمران)، لقد جعلوا أنفسهم أوصياء على الإسلام يكفرون من يشاوءون والله منح حرية العقيدة للناس بقوله(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ ) (29:الكهف) ،تلك الحرية صادرها شيوخ الإسلام ونصبوا أنفسهم وكلاء عن الله فى الأرض فإذا كان الله سبحانه لم يعط ذلك الحق لرسوله وكيلًا عنه فمن أعطى شيوخ الدين ذلك الحق
ومما مر على المسلمين من ادعياء الدين من كوارث الفتن والصراع والقتل باسم الإسلام آن الاوان ان يوضع حدًا لذلك فليس فى الإسلام كهنة او وكلاء عن الله فكل إنسان سيحاسب بعمله كما قال سبحانه (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ) (94: الأنعام).
والخلاصة ان خالق الكون رب السموات والأرض الرحمن وهو الذى انزل على رسوله القرآن ليبلغ الناس رسالة الإسلاملا لا إله غيره ولا كتاب بعد القرآن ورسول الله خاتم النبيين.
وعلى هذا الأساس فكل كلام عباد الله اجتهادات من عند أنفسهم لاعلاقة لها بنا بل هي والعدم سواء والمسلمون ليسوا ملزمين بالتراث فهو ليس بكلام الله وكلام البشر دفن معهم فى القبور.
وختامًا فالله يأمرنا بقوله (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (3: الأعراف).