أخبار عاجلةتوب ستوريشئون عربية ودولية

على غرار أئمة أوروبا.. مسيحيو القدس يرفضون زيارة المسيحية الصهيونية باسم الحج

لم تتوقف إدانة التطبيع باسم الأديان عند حد إدانة الأزهر والمؤسسات الإسلامية لزيارة وفد أئمة أوربا المطبعين للقدس لأجل غسل سمعة الاحتلال بعد جرائمه بحق الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، فمع زيارة قساوسة أمريكا وأوربا الذين يبلغ عددهم نحو 1000 قس في زيارة هي الأكبر للقدس تحت مسمى الحج خرجت إدانة مسيحية فلسطينية لمثل هذه المحاولات الصهيونية لاستغلال رجال الدين.

المسيحية الصهيونية.. مصطلح دخيل يعارض تعاليم الرحمة والمحبة

المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في تصريحاته الخاصة لـ «نيوز رووم»، قال: لا نعترف بما يسمى ” المسيحية الصهيونية ” فإما ان تكون مسيحيًا وإما أن تكون صهيونيًا، موضحًا موقف الكنائس المسيحية مما يسمى بـ (المسيحيين الصهاينة) حيث لا تعترف بهذا المسمى.

وتابع: في قاموسنا الكنسي المسيحي لا يوجد هنالك مسمى “مسيحيون صهاينة” فإما أن تكون مسيحيًا وإما أن تكون صهيونيًا، أما مسألة المزج ما بين المسيحية والصهيونية فهي مسألة مرفوضة ومستنكرة جملة وتفصيلا، موضحًا أن المسيحية هي ديانة الرحمة والمحبة والإنسانية والسلام، أما الصهيونية فهي حركة عنصرية كانت سببا في النكسات والنكبات التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني.

وأكد أن هؤلاء يطلقون على أنفسهم مسمى “المسيحيون الصهاينة” ونحن لسنا ملزمين بتبني هذا المسمى الذي لا نعترف به على الإطلاق فأدبيات هؤلاء من يقرأها ويطلع عليها انما هي غريبة عن القيم والمبادئ المسيحية السامية فهؤلاء وجدوا لكي يسيئوا للمسيحية ولكي يجيروا النصوص الكتابية في العهد القديم بناء على المصلحة الصهيونية وهم في ذلك يشوهون تعاليم العهد القديم والذي لا ننظر اليه بمعزل عن العهد الجديد .

ونبه أن هؤلاء عندما يأتون إلى الأرض المقدسة لا يجتمعون مع كنائسنا ولا يلتقون مع المسيحيين الفلسطينيين ولا يزورون كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم لانهم لا يعترفون بهذه المواقع المقدسة فهم يذهبون الى المستوطنات والمستعمرات في الجولان وفي الضفة لكي يتضامنوا مع المستعمرين المحتلين الذين يمتهنون حرية وكرامة الإنسان الفلسطيني.

وشدد على أن أبشع إهانة وإساءة للمسيحية هي أن يسمي البعض هؤلاء بالمسيحيين الصهاينة، مؤكدًا: «أفضل أن تكون التسمية هي : المتصهينون الذين يدعون الانتماء للمسيحية زورًا وبهتانًا.

وقال إن حرب الإبادة الأخيرة والتي دمرت غزة وأدت إلى كم هائل من الآلام والأحزان والدموع والدماء إنما كشفت الكثير من الأقنعة وأماطت اللثام عن كثير من الوجوه، وأن تكون مسيحيًا هذا يعني أنك يجب أن تكون منحازًا لقضايا الحق والعدالة ونصرة المظلومين وأن تكون متحليا بالقيم الإنسانية النبيلة، فإنجيل البارحة الذي تلي في كنائسنا المقدسة كان إنجيل السامري الشفوق والذي تحنن على مريض وجريح التقى معه في الطريق ما بين القدس وأريحا.

وأكد ما شاهده هذا السامري يمكن أن يشاهده أي انسان في هذا العالم وفي أي طريق في هذا العالم فحيثما هنالك الألم والحزن والشدة والمعاناة فإن انحيازنا يجب ان يكون الى جانب هؤلاء الذين يصفهم كتابنا الإلهي بإخوة يسوع الصغار .
وقال إن من يغضون الطرف ويتجاهلون معاناة شعبنا وأي شعب مظلوم في هذا العالم لا يمكن أن يكونوا مسيحيين حقيقيين لأن المسيحية الحقة تدعونا لكي نكون صوتًا مناديًا بالحق والعدالة ونصرة المظلومين.. قول للمسيحيين في هذا العالم وأنتم تستعدون لاستقبال الأعياد الميلادية المجيدة بأن التفتوا إلى فلسطين وجراحها ومعاناة ابناءها فهذه هي قضية مسيحية بامتياز ولا يجوز اختزالها على أنها شأن سياسي.

وأكد أن تدافع عن فلسطين في محنتها وآلامها وجراحها هذا يعني أنك تدافع عن أعرق وجود مسيحي في العالم وعن أم الكنائس وعن الكنيسة الأولى التي شيدت في هذه البقعة المباركة من العالم والتي منها انطلقت رسالة الايمان الى كل مكان .

ولفت إلى أن أولئك الذين يطلقون على أنفسهم زورًا وبهتانا بالمسيحيين الصهاينة قبل ان يكونوا أعداء لاي شيء اخر هم أعداء للمسيحية وقيمها ومبادئها ونحن هنا لا ندعو عليهم بالشر بل ندعو من اجل هدايتهم وتوبتهم وعودتهم الى الطريق القويم والى المسيحية الحقيقية التي تدعو الى المحبة والرحمة والإنسانية .

مجازر غزة.. حرب على أتباع الأديان التوحيدية الثلاث

ونبه أن حرب الإبادة ومعاناة شعبنا عرّت هذه الفئات المنحازة للاحتلال ونفوذهم بات يتراجع يومًا بعد يوم لأننا نعتقد بأن قوة الحق هي اقوى من قوة الباطل ، وقد فرحت جدا عندما سمعت البارحة لمفكر يهودي أمريكي مناصر لقضايا العدالة ، حيث قال بأن استهداف الفلسطينيين وما حل بغزة مؤخرًا إنما هو استهداف وحرب على اليهودية والمسيحية والإسلام لأن هذا الظلم وهذه الممارسات القمعية العنصرية الظالمة إما تتنافى وتتناقض مع القيم التي تنادي بها الديانات التوحيدية الثلاث.

ما احلى وما اجمل ان يلتقي المؤمنون ومن كل الأديان معا وسويا في دفاعهم عن فلسطين وفي دفاعهم عن الحق والعدالة والسلام وفي مناداتهم بأن تزول المظالم التي يتعرض لها الفلسطينيون في كافة تفاصيل حياتهم .

نستقبل دائما الوفود المتضامنة مع شعبنا وبعضهم يذهب الى الضفة الغربية للتضامن مع قاطفي الزيتون وهؤلاء ينتمون الى كل الأديان والاعراق والخلفيات الثقافية وقد وحدتهم معاناة شعبنا الفلسطيني .

واختتم: لا يوجد عندنا ما يسمى بشعب الله المختار فكل الشعوب مختارة وهي خليقة الله ولا يوجد هنالك انسان من الدرجة الأولى وانسان من الدرجة العاشرة فكل البشر هم اخوة في انتماءهم الإنساني ويحق لكل واحد بأن يحيا بأمن وأمان وسلام بعيدًا عن آلة الموت والخراب والحروب، وأن شعبنا الفلسطيني يستحق أن يعيش بحرية وسلام ولا يجوز ان تستمر هذه المظالم والتي وصلت ذروتها مع حرب الإبادة وما يتعرض له شعبنا في كافة تفاصيل حياته.

وواصل: «كم نحن بحاجة لرحمة الله في هذا الزمن العصيب حيث تمتهن حرية وكرامة الانسان الفلسطيني ويراد له ان يعيش وكأنه غريب في وطنه.. الفلسطيني ليس غريبًا في وطنه وليس دخيلًا أو بضاعة مستوردة من أي مكان، فالفلسطينيون يستحقون أن يعيشوا في وطنهم وأن يكونوا أحرارًا بعيدا عن آلة الموت والعنصرية والاستهداف والتي تنال من حياتهم الطبيعية وفي كافة تفاصيلها».

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button