قال باحثون برتغاليون يحققون في التركيب الجيني لمرض جدري القرود، إنه تحور بمعدل غير مسبوق، أسرع بكثير مما توقعه الخبراء في البداية.
ووفقا لدراسة برتغالية، جمع الباحثون 15 تسلسلا لفيروس جدري القرود معظمها من البرتغال (شمل أول تسلسل لجدري القرود أصاب البشر في 20 مايو إلى جانب 14 تسلسلا إضافيا قبل 27 مايو، وأعادوا بناء بياناتهم الجينية.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية Nature Medicine، أن هناك 50 طفرة في عينات هذا العام بينما كان من المتوقع عادة ما يصل إلى 10 فقط، وفقا لصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.
واكتشف الباحثون في الدراسة الأخيرة حوالي 50 اختلافا جينيا في الفيروسات التي درسوها مقارنة بالفيروسات من 2018 و2019، وهو رقم أعلى من 6 إلى 12 مرة من الدراسات السابقة لفيروسات “أورثوبوكس” الأخرى، وهي عائلة من الفيروسات التي ينتمي إليها جدرى القرود.
وقالت الدراسة إن معدل الطفرات قد يشير إلى حالة من “التطور المتسارع”.
كما قال جواو باولو جوميز، المؤلف المشارك ورئيس وحدة علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية في المعهد الوطني للصحة في البرتغال، إن عدد الطفرات كان غير متوقع”.
وأضاف: “بالنظر إلى أن فيروس جدري القرود لعام 2022 من المحتمل أن يكون خلفا للفيروس الذي انتشر في نيجيريا عام 2017، فلم يكن يتوقع أكثر من 5 إلى 10 طفرات إضافية وليس الـ 50 التي لوحظت، ونأمل الآن أن تجري المجموعات المتخصصة تجارب معملية لفهم ما إذا كان فيروس 2022 قد زاد من قابليته للانتقال بين الناس”.
ووفقا لمجلة “نيوزويك” الأمريكية كتب الفريق البحثي: “كشفت بياناتنا أدلة إضافية على التطور الفيروسي المستمر والتكيف البشري المحتمل”.
وأضافوا أنهم حددوا بروتينات معروفة بتفاعلها مع أجهزة المناعة لدى البشر، ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة المزيد حول الدور المحتمل الذي قد تلعبه في تكييف فيروس جدري القرود من أجل الانتشار البشري.
كما قال الباحثون إن عملهم يظهر أن تسلسل الجينوم الفيروسي لجدري القرود قد يكون دقيقا بما يكفي لتتبع انتشار التفشي الحالي ومعرفة كيف يمكن أن يتغير الانتقال، وهذا بدوره سيسمح لصناع القرار بإدخال تدابير للحد من انتشار جدري القرود.
يذكر أنه يوجد في الوقت الحالي أكثر من 3500 حالة إصابة بالفيروس في 44 دولة حول العالم.
وجدرى القرود هو عدوى فيروسية تسبب آفات جلدية، مستوطنة في أجزاء معينة من أفريقيا، لكن التفشي الحالي أصاب البلدان التي لا ينتشر فيها الفيروس عادة، ما أثار القلق.
وغالبا ما يعاني الأشخاص في البداية من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا مثل الحمى والصداع وآلام العضلات والظهر وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة أو الإرهاق.
ويسبب جدري القرود طفحا جلديا قد يبدو على شكل بثور أو تقرحات، ينتشر من خلال الاتصال المباشر والمستمر والوثيق والشخصي، مثل ملامسة الجلد للجلد.
ويظهر الطفح الجلدي عادة في غضون من يوم إلى 3 أيام.
ويمكن أن تظهر القروح في أي مكان تقريبا في الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية أو فتحة الشرج أو اليدين أو القدمين أو الصدر أو الوجه.
كما أن الاتصال بالأقمشة والأسطح التي لمسها المصابون بالفيروس، يمكن أن يصيب بالعدوى، كما يمكن أيضا أن ينتقل عن طريق استنشاق الرذاذ التنفسي أثناء التحدث إلى شخص ما.