الخطاب الإلهي

عضو بـ الأزهر للفتوى: الصبر على الابتلاء بالفقد له بشرى عظيمة من الله

أجابت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال متصلة حول: “كان عندها ابن من ساعة لما اتولد كان مريض جدا وتعبت به في المستشفيات حتى توفي، لكنها لا تستطيع تحمل فراقه، وتريد أن تعرف ماذا تفعل ليبرد قلبها؟”.

بشرى الصبر على الابتلاء بالفقد

وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تليفويونية اليوم الأحد: “لازم نتذكر دائمًا في وقت الفقد أن الفقد نفسه ابتلاء، وابتلاء شديد، ربنا سبحانه وتعالى ذكر ذلك في كتابه، حيث قال: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”، هذه البشارة هي أن ربنا سبحانه وتعالى يبشر الصابرين، وهم الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

youtube

وأوضحت: “عندما تحدث المصيبة، يجب أن نتذكر دائمًا أجر الصبر، ربنا سبحانه وتعالى قال: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”، الصبر في مثل هذه الأوقات يكون صعبًا، خصوصًا عندما يكون الفقد عزيزًا، مثل فقدان الابن، وهذا أمر يشق على النفس، عليك تذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى قدر لكل شيء وقته، وقدر وقت الحياة ووقت الوفاة، إذا تذكرت ذلك، ستجد نوعًا من الطمأنينة وستستعين بالله عز وجل، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد البشر، فقد ابنه إبراهيم، وعندما توفي إبراهيم، دمعت عيناه وقال: “إِنَّ الْعَيْنَ لَتَدْمَعُ وَإِنَّ الْقَلْبَ لَيَحْزَنُ وَإِنَّا لِفِرَاقِ إِبْرَاهِيمَ لَمَحْزُونُونَ” الحزن شيء طبيعي، لكن تذكر لطف الله وعظمته قد يخفف من ألم الفقد.

قد يكون في تأخير عمر الطفل خير، لأن الله سبحانه وتعالى لطف بعباده، ومن المحتمل أن تكون الحياة قصيرة ومليئة بالتعب، ربما يكون الله سبحانه وتعالى قد قدر أن يكون ذلك أفضل، فلو ظل الطفل يعاني، فإن الحزن سيظل ممتدًا”.

واستكملت: “المصيبة تحدث بشكل كبير، والقرآن الكريم وصف الموت بأنه مصيبة، كما قال: “فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ”. فالموت من المصائب التي تصيب الإنسان في الدنيا، إذا أصابتك هذه المصيبة أو شعرت بألم الفقد، تذكر الله عز وجل واسترجع، وعُد إلى الله عز وجل قال: “أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ”.

واختتمت: “العلماء قالوا إن الله سبحانه وتعالى يجزئ الصابرين بثلاث خصال: المغفرة على الذنوب، والرحمة، والهداية إلى سبل الخير، هذا أمر عظيم، نسأل الله أن يهون عليك ويقوي قلبك، ويخلف عليك بطفل آخر إن شاء الله، وأن يجعل ابنك شفيعًا لك يوم القيامة”.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button