عباد الله المخلصين .. الصفات وسبب التسمية
“قال فبعزتك لأغوينهم إلا عبادك منهم المخلصين” كلنا سمع أو قرأ هذه الآية أو ربما مرت علي مسامعه مرات ومرات لكن هل كلنا يعرف معني الإخلاص وصفات هؤلاء المخلصين هذا ما سنتعرف عليه في التفرير التالي..
يقولونخلص الشَّيءُ خلوصاً إذا كان قد شابه شيءٌ ثمَّ نجا وسلِم، والخلاصُ يكون مصدراً للشَّيء الخالص، وأخلص للّه العمل أي جعله محضاً لله ولم يخلط معه في دينه أحد، فالإخلاص هو التَّوحيد للّه خالصاً، ولذلك قيل لسورة (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَد)سورة الإخلاص، وقوله تعالى: (إِنَّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصينَ)،وقُرئ المُخلِصين، فالمُخلَصون هم المُختارون، والمُخلِصون هم الموحِّدون، والتَّخليص هو التَّنحية من كل ما علق.
والإخلاص من العبد في مقابل الله -عزَّ وجلّ- هو إخلاص النِّية من الشوائب، وتوحيدُه في التوجُّه إليه، والانقطاعُ عمَّا سواه، أمَّا الإخلاص من الله في مقابل العبد فهو التَّخليص التَّكوينيُّ واختيار العبد تكويناً من بين سائر العباد على صفاتٍ متميزةٍ، واستعدادٍ خاصٍّ يليق بأن يجعل فيه الرِّسالة وأنوار المعرفة، وهذا المعنى هو المُراد من الآيات الكريمة: (إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا)،وقوله تعالى: (إنَّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصينَ)، وهناك بعض الأشياء التي تعين على تحقيق الإخلاص كشرطٌ من شروط قبول العمل الصَّالح الذي يُبتغى به وجه الله، نذكر منها:تحقيقُ التَّوحيد لله تعالى، واستشعارُ معنى العبوديَّة لله سبحانه وتعالى. مراقبة الله، واللُّجوء إليه بالدُّعاء بأن يجعله من العباد المخلِصين. الاهتمام بأعمال القلوب وإصلاحها. مجاهدة النَّفس عند رُكونها إلى الكسل والشَّهوات. محاسبةُ النَّفس قبل العمل، وأثناء العمل، وبعد العمل. اتِّخاذ خبيئة من الأعمال بينك وبين الله، لا يعلمها أحد. الاستعانة بطاعة الله من خلال الإكثار من الصيام، والقيام، وصدقة السِّر. إدراك قبح الرِّياء وأضراره على النَّفس في الدنيا والآخرة. الزُّهد في مدح النَّاس وثنائهم، وقَطعُ الطَّمع عمَّا في أيديهم. قراءة سيرة المخلصين من سلف الأمة، والاعتبار بفلاحهم، ومحاولة الاقتداء بهم. الحرص على أعمال القلوب؛ فمعلومٌ أن القلب إذا صلح؛ صلح الجسد كله، وإذا فسد؛ فسد الجسد كله. عدم تتبع خطوات الشيطان.