عام هجري جديد 1446 .. 10 نصائح من دار الإفتاء للسعادة في الدنيا والآخرة
نحتفل اليوم بقدوم عام هجري جديد 1446 ، ويبادر الكثير بإرسال تهنئة السنة الهجرية الجديدة، وعلى جميعاً أن تنذكر أن العام الهجري الجديد هو فرصة كبيرة للتوبة إلى الله تعالى، وأن نفتح صفحة خالية من الذنوب والمعاصي، وأن ننظم أوقات الطاعات والعبادات والعمل، وفي العام الجديد نتذكر الهجرة النبوية بأن نهجر الاعتقاد الفاسد إلى الاعتقاد الصحيح، وأن نهجر ذل المعصية إلى عز الطاعة، وقدت دار الإفتاء المصرية نصائح لاغتنام العام الهجري الجديد 1446.
نصائح بداية العام الهجري الجديد 1446
نصحت دار الإفتاء مع بداية العام الهجري الجديد ما يلي:
لا تضيع وقتك فيما لا يفيد، فالوقت إذا فات لا يعوض، وكان الحسن البصري يقول: إنما أنت أيام، كلما ذهب يَوْمَ ذهب بعضك.
لا تنسى التودد إلى أهلك وأصدقائك بحجة السعي وراء الرزق، فالإنسان قبل البنيان.
لا تحزن على ضياع شيء يسرك فربما كان أمرًا عراقيه تضرك.
تفكر في كل شيء، وحاسب نفسك على ما فاتك، وقد كان سفيان بن عيينة يقول: إذا المرئ كانت له فكرة، ففي كل شيء له عبرة.
اجعل لقراءة القرآن وذكر الله وقتًا ثابتًا لا تتخلف عنه؛ لينيرا طريقك، ويشفعا لك يوم القيامة.
حافظ على صلاتك؛ فهي صلتك بربك، وطمأنينة لقلبك، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتر عليه أمر قام إلى الصلاة.
استعن بالله وتيقن بأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
اجعل للناس حظًا من الشكر : والديك إذ أنهما عليك، إخوتك إذ تشر بهم عضدك، أصدقائك وأحبائك إذ يعينونك على شئون حياتك.
تعلم كل يوم ولو كلمة؛ فالعلم يكسبك المعرفة التي بها تستطيع القيام بحق دينك ووطنك.
حدد أهدافك التي تعيش من أجلها، وضع خطة تسير عليها في أيامك القادمة؛ لكيلا تحظى هدفك.
قالت دار الإفتاء: التهنئة بقدوم العام الهجري مستحبة شرعًا؛ لما فيها من إحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وما فيها من معان سامية وعبر نافعة، وقد حث الشرع على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم، كما أنه بداية لعام جديد، وتجدد الأعوام على الناس من نعم الله عليهم التي تستحب التهنئة عليها.
الحكمة من جعل الهجرة النبوية بداية التقويم الإسلامي
الهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معاني سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ فقال تعالى: «لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ» [الحشر: 8].
كما أنها كانت البداية الحقيقية، لإقامة بنيان الدولة الإسلامية، ووضع أحكامها التشريعية، التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية، ولأجل ذلك اختار الصحابة رضي الله عنهم الهجرة بداية للتقويم الإسلامي؛ فروى الطبري في “تاريخه” عن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر رضي الله عنه صك محله في شعبان، فقال: أي شعبان؛ الذي هو آت، أو الذي نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ضعوا للناس شيئًا يعرفونه”، فقال بعضهم: “اكتبوا على تأريخ الروم”، فقيل: “إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين؛ فهذا يطول”، وقال بعضهم: “اكتبوا على تأريخ الفرس”، فقيل: “إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله”، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتب التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الحكمة من اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري
بداية العام الهجري في أول شهر المحرم ليس هو يوم هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قد يُظَنُّ؛ بل كانت هجرته صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الأول، وإنما كان العزمُ على الهجرة والاستعداد لها في استهلال المحرم بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار.
حكم التهنئة بقدوم العام الهجري الجديد
في التهنئة برأس العام الهجري استحضار للعديد من المعاني التي يجوز شرعًا التهنئة عليها؛ ومنها:
– الامتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ» [إبراهيم: 5]، والهجرة يوم عظيم من أيام الله تعالى، ينبغي أن يتذكره ويسعد به البشر كلهم؛ لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإرساء قوانين العدالة الاجتماعية، والمساواة بين البشر، وإقرار مبدأ المواطنة بين أبناء الوطن الواحد مع اختلاف العقائد، والتعايش والسلام ونبذ العنف.
– تذكر نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة على مشركي مكة، بأن يسر له أمر الانتقال إلى المدينة والدعوة إلى الله فيها وحفظه من إيذاء المشركين، وانتقل بذلك من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، مما كان سببًا لنصرة الإسلام وسيادته؛ قال تعالى: «إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا» [التوبة: 40]، وقد تقرر أن التهنئة إنما تكون بما هو محل للسرور، ولا شيء يسر به المسلم قدر سروره بيومِ نصرِ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
– أن رأس السنة الهجرية بداية لعام جديد، وتجدد الأيام وتداولها على الناس هو من النعم التي تستلزم الشكر عليها؛ لأن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، والتهنئة عند حصول النعم مأمور بها.
دعوى أن التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة
الادعاء بأن بداية العام ليست من الأعياد فلا تصح التهنئة عليها: مردود بأن التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فهي مشروعة عند حدوث النعم، واندفاع النقم، ولا يخفى ما في بداية العام من تجدد نعمة الحياة على كل إنسان، ثم إن بداية العام تتكرر؛ فهي عيدٌ في المعنى، وأهل اللغة يسمون كل ما يعود “عيدًا”؛ فالعِيدُ -كما قال الإمام الأزهري في “تهذيب اللغة” (3/ 84-85، ط. دار إحياء التراث العربي) وغيره من أهل اللغة-: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، واشتقاقه من العَوْد؛ وهو الرجوع، أو من العادة لاعتياده. قال ابن الأعرابي: سُمِّي العِيدُ عِيدًا لأنّه يعود كلَّ سنة بفرحٍ مُجدَّدٍ، وقال ابن الأنباري: العيدُ: ما يعتاده من الحزن والشوق.
رسائل تهنئة بالعام الهجري الجديد 1446
تهنئة من القلب بالعام الهجري الجديد، بكل الحب أرسلها لكم وأدعو الله أن يجعل عامكم خير عام.
إلى من أحبه قلبي، عام هجري جديد سعيد وأمل جديد وفرحة تملأ جوانب قلبك وتجعل كل أيامك عيد
نودع عام قديم ونستقبل عام هجري جديد، عسى الله أن يرزقك فيه كل الخير.
اللهم اجعل العام الهجري الجديد 1446 عاماً كله أمل وتفاؤل بأن القادم أفضل بإذن الله.
كل عام وأنتم بخير والعام القادم تكونون في أفضل حال في العام الهجري الجديد 1446.
العام الهجري الجديد 1446 طفل يولد ويحمل معه الأمل بأن غداً أفضل، عامكم سعيد مبارك.
اللهم بارك هذا العام الهجري الجديد 1446 واجمع لكم فيه من كل الخير والرزق
لدي كلمتين اقولها للغاليين كل عام وانتم طيبين بمناسبة العام الهجري الجديد 1446.
هلا العام الهجري الجديد 1446 عساه يجعلك دائماً سعيد يا أغلى الناس.
عام هجري جديد مليء بالحب والطمأنينة والسكينة والسلام لكل الأحبة.