توب ستوريمقالات وتنوير

عاطف زايد: رسالة القرآن.. ضاعت بين المآتم والجدران.. قراءة في فكر علي الشرفاء: الذين ضلّ سعيهم

في مقاله العميق «الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا»، يوجّه المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي نداءً مؤلمًا إلى الأمة الإسلامية، يحذّر فيه من أخطر أنواع الضلال، وهو أن يظنّ الناس أنهم على طريق الإيمان بينما هم بعيدون عن منهج الله.
لقد ضلّ سعيهم لأنهم انشغلوا بالمظاهر وابتعدوا عن جوهر الرسالة، هجروا القرآن الذي أُنزل ليكون هداية ورحمة وعدلًا، واتخذوه للزينة والمناسبات والمآتم، فخسروا النور الذي كان يجب أن يقودهم إلى الحضارة.

القرآن رسالة حياة لا كتاب للموتى

نزل القرآن ليكون دستور حياة، يهدي الناس إلى الصراط المستقيم، لا ليُعلَّق على الجدران أو يُتلى في المآتم فقط. لكنّ كثيرًا من المسلمين اليوم اكتفوا بتقديس المصاحف دون تدبرٍ لمعانيها أو عملٍ بآياتها، فغاب تأثيره عن واقع الأمة.

عبادة الصوت لا عبادة الفهم

تحوّلت التلاوة عند البعض إلى طقسٍ صوتيٍ جميلٍ بلا روح، تُرتَّل فيه الآيات دون أن تخترق القلوب أو تغيّر السلوك. وهنا يصدق قول الله تعالى:
“وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا” (الفرقان: 30).
لقد هجروا التدبر والعمل، فصار القرآن زينة صوتية لا منهجًا يُصلح القلوب والمجتمعات.

يتساءل المفكر علي الشرفاء
القرآن في المآتم.. أين رسالته في الحياة؟

ما نراه اليوم من تلاوة القرآن في المآتم دون فهمٍ لرسالته الحقيقية يُفرغ كلام الله من مقصده. فالله أنزله ليُهدي الأحياء، لا ليُقرأ على الأموات.
إننا بحاجة لإعادة القرآن إلى مكانه الطبيعي في حياتنا اليومية، في العمل، والأخلاق، والعدل، والرحمة.

ويتعجب الشرفاء الحمادي..
حين يصبح القرآن زينة على الجدران

تحوّل المصحف في كثير من البيوت إلى ديكور معلّق، بينما تعاليمه غائبة عن الحياة اليومية. هذا الشكل من التبرك الصامت لا يصنع أمة واعية، بل أمةً تُقدّس الشكل وتنسى الجوهر.

العودة إلى الوعي القرآني

الوعي بالقرآن يعني أن نقرأ لنفهم، وأن نفهم لنعمل.
هو نورٌ يهدي إلى السلام، ويغرس قيم التسامح والعدل والرحمة.
ومتى عاد المسلمون إلى القرآن وعيًا وفكرًا وسلوكًا، عاد لهم مجدهم وكرامتهم

رسالة تحذير ونهضة من المفكر علي الشرفاء..

إنّ هجر القرآن ليس فقط ترك تلاوته، بل ترك العمل بأحكامه والتفكّر في معانيه.
ومن ضلّ سعيه في الدنيا هو من استبدل النور بالظلام، والجوهر بالمظهر، والوعي بالتقليد.
فلنُعد للقرآن مكانته في حياتنا قبل أن يشهد علينا يوم القيامة أننا كنا نقرأ ولا نعمل، نعلّق ولا نعي، نرتّل ولا نتدبر.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button