“عاصفة في البيت الأبيض”.. ترامب يُسكت “العقول المفكرة” في مجلس الأمن

في خطوة تعكس تصميمه على إحكام قبضته على صناعة القرار في واشنطن، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ حملة إقالات واسعة داخل مجلس الأمن القومي، في مشهد وصفه بعض المراقبين بـ”الزلزال الإداري” الذي قد يغير وجه السياسة الخارجية الأمريكية لعقود.
وأكدت خمسة مصادر مطلعة أن الرئيس ترامب أقال عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ضمن مساعٍ لإعادة هيكلة المجلس وتقليص نفوذه، بعد أن كان يتمتع بدور محوري في رسم السياسات الخارجية للولايات المتحدة.
مجلس الأمن القومي يفقد دوره الاستراتيجي
وفي ذات السياق، المصادر كشفت أن من بين المسرّحين مسؤولين عن ملفات جيوسياسية حساسة، تمتد من أوكرانيا إلى كشمير، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداد الإدارة للتعامل مع أزمات عالمية معقدة دون الخبراء السابقين في هذه القضايا.
وجاءت هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من تعيين وزير الخارجية السابق، ماركو روبيو، مستشارًا للأمن القومي خلفًا لمايك والتس، في مؤشر على أن الرئيس يسعى لتغيير جذري في هيكل المجلس وتوجهاته، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية.

تحجيم الدور وتمكين الوزارات الأخرى
ومن جانبه، تشير التوقعات إلى أن مجلس الأمن القومي سيشهد تقلصًا غير مسبوق في حجمه وتأثيره، حيث يُخطط لتقليص عدد أفراده إلى نحو 50 موظفًا فقط، مقارنةً بأكثر من 300 موظف خلال عهد الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.
كما وصف مصدران أجواء اليوم بـ”الفوضوية”، مشيرين إلى أن بعض الموظفين لم يتمالكوا أنفسهم وانخرطوا في البكاء داخل مبنى أيزنهاور التنفيذي، حيث مقر مجلس الأمن القومي.
وأكدت مصادر أخرى أن بعض المسرّحين سيتم نقلهم إلى مناصب أخرى داخل الجهاز الحكومي.
إدارات على وشك الاختفاء
كما أشارت ثلاثة مصادر إلى أن إدارات كاملة، مثل تلك المعنية بالشؤون الأفريقية والمنظمات متعددة الأطراف كحلف شمال الأطلسي “الناتو”، قد تُلغى كهيئات مستقلة داخل المجلس، ما يمثل تحولًا كبيرًا في طبيعة عمله ووظائفه.
فيما يرى مؤيدو ترامب أن الخطوة تهدف لتقليص البيروقراطية وتعزيز فاعلية القرار السياسي، يحذر منتقدوه من أن إضعاف مجلس الأمن القومي قد يؤدي إلى اضطرابات في تنسيق السياسة الخارجية، ويترك فراغًا خطيرًا في مواجهة التحديات الدولية المتصاعدة.



