«طفرة سرطانات البنكرياس» تنهار أمام جزيء ذكي.. ما القصة؟
حقق الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو تقدما كبيرا في مكافحة سرطان البنكرياس.
ويودي هذا المرض بحياة أكثر من 50 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة وحدها.
وبقيادة البروفيسور كيفان شوكات من قسم علم الصيدلة الخلوية والجزيئية، صمم الفريق دواء مرشحا يستهدف طفرة مسببة للسرطان بعيدة المنال، تسمى “K-Ras G12D”، مما يوفر الأمل في نهج علاج أكثر فعالية.
ويُعزى ما يقرب من نصف حالات سرطان البنكرياس إلى طفرة (K-Ras G12D)، والتي تظهر أيضا في أشكال معينة من سرطان الرئة والثدي والقولون، ولطالما شكلت هذه الطفرة عائقًا هائلا أمام تطوير علاجات مستهدفة.
ويقدم بحث شوكات وفريقه الرائد، المنشور في مجلة “نيتشر كيميكال بيولوجي”، جزيئا جديدا قادرا على تعديل طفرة “K-Ras G12D” بشكل دائم.
ومن خلال استهداف هذه الطفرة على وجه التحديد، يهدف الدواء إلى وقف نمو الورم دون الإضرار بالخلايا السليمة، وهو تقدم حاسم في علاج سرطان البنكرياس.
ويقول البروفيسور كيفان شوكات: “إن تطوير هذا الدواء المرشح يمثل علامة بارزة في جهودنا المستمرة منذ عقد من الزمن لمكافحة سرطان البنكرياس، ومن خلال معالجة الطفرة مباشرة، سيكون لدينا القدرة على تغيير مشهد علاج سرطان البنكرياس.”
وكانت الرحلة لاكتشاف الجزيء الفعال شاقة، حيث كان الباحثون يتنقلون في البنية الجزيئية المعقدة للطفرة المسببة للسرطان.
ومن خلال التجارب الدقيقة والاستكشاف الكيميائي، نجح فريق البحث في تحديد جزيء يرتبط بشكل لا رجعة فيه بالأسبارتات المارقة، مما يمنع نمو الورم في كل من خطوط الخلايا والنماذج الحيوانية.
وأوضح شوكات: “لقد تضمن النهج الذي اتبعناه تجربة وخطأ مكثفين، وهو ما يشبه التنقل في طريق جبلي مليء بالتحديات، ومن خلال المثابرة والابتكار، اكتشفنا جزيئا قادرا على تعطيل الطفرة المسببة للسرطان مع الحفاظ على البروتينات الصحية”.
وتتضمن المرحلة التالية من البحث تحسين الجزيء للاستخدام السريري، بهدف بدء التجارب البشرية خلال السنتين إلى الثلاث سنوات القادمة.
وتسلط الدكتورة مارغريت تمبيرو، مديرة مركز البنكرياس بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، الضوء على الإمكانات التحويلية للعلاجات المستهدفة مثل هذا الدواء المرشح.
وأشار الدكتور تيمبيرو إلى أن “العقار الفعال الذي يستهدف الطفرة (K-Ras G12D)، يمكن أن يحدث ثورة في خيارات العلاج لمرضى سرطان البنكرياس”.