طائرة إسرائيلية تهبط في الخرطوم وطفرة وشيكة نحو التطبيع
قالت وسائل إعلام عبرية، الخميس، استنادا إلى وسائل إعلام سودانية، إن شوطا إضافيا سيُقطع في طريق تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، مشيرة إلى أن طائرة إسرائيلية خاصة هبطت، صباح الخميس، في العاصمة السودانية، بعد أن كانت أقلعت من مطار بن غوريون الدولي.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحديث يجري عن طائرة خاصة، أي في الغالب تقل رجال أعمال إسرائيليين، متسائلة ما إذا كان التطور يرتبط بقطع خطوة أخرى في مسار الاتفاقات الإبراهيمية.
ويشار إلى أن بيانا مشتركا صدر في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، أعلن خلاله زعماء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والسودان، توصل الخرطوم وتل أبيب لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
ونصَّ البيان في حينه على أن يفضي الاتفاق المُبرم إلى إقامة علاقات اقتصادية وتجارية بين إسرائيل والسودان، مع التركيز مبدئيًا على الزراعة.
ووقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقتها قرارًا بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد 27 عاما من وضع الخرطوم في تلك القائمة، وذكر مجلس السيادة في السودان تعقيبًا على القرار بأن السودان “شهد يوما تاريخيا”.
واقتبست “يديعوت أحرونوت” اليوم الخميس، عن إعلام محلي في السودان، أن اليوم سيشهد تطورا جوهريا على صعيد تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأوضحت أن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، كانا قد زارا تشاد قبل يومين، دون أن توضح الملابسات.
لكن الرئيس التشادي محمد ديبي، بدأ زيارة دبلوماسية إلى إسرائيل، أمس الأربعاء، ضمن مساعي البلدين لتعزيز علاقاتهما الثنائية، وهو ما يترجمه الإعلان الصادر، صباح الخميس، بشأن تدشين سفارة تشاد في إسرائيل.
ويعني هذا الأمر أن الصحيفة الإسرائيلية تربط بين زيارة المسؤولين السودانيين إلى العاصمة التشادية، إنجمينا، وبين التطور الجديد على صعيد العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدة من أجل ضم المزيد من الدول إلى “منتدى النقب” والاجتماع المقبل في الرباط، عاصمة المغرب، لافتة إلى أن موريتانيا من بين تلك الدول.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، قد زار الخرطوم، قبل عامين، حين كان وزيرا للشؤون الإستراتيجية، ولدى عودته أخبر “يديعوت أحرونوت”، أنه قدَّم مقترحات سخية للسودانيين، وعقد اجتماعا مع البرهان، ناقشا خلاله قضايا أمنية واستخبارية.
وأشار في ذلك الحين إلى أن الخرطوم على علم بأن الاستقرار الإقليمي مهم لصالح الاقتصاد السوداني، وأنه لا يمكن الحديث عن مستثمرين في ظل غياب الأمن، وقال: “حين ترى مسؤولا سودانيا رفيعا يجلس مع عميد بالجيش الإسرائيلي ويتحدثا عن إستراتيجية حماية الحدود، عليك أن تفرك عينيك”.
وفي أيلول/ سبتمبر 2020، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الخرطوم يطالب واشنطن في المقابل بمساعدات تتراوح بين 3 إلى 4 مليارات دولار، تمكنه من مواجهة الأزمة الاقتصادية المشار إليها، ووقتها سيكون مستعدا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
لكن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ذكرت وقتها أن العرض الأمريكي نصَّ على تقديم حزمة مساعدات بقيمة 800 مليون دولار فقط للسودانيين.
وكانت واشنطن تشترط رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب، بدفعه تعويضات تقدر بحوالي 300 مليون دولار لعائلات ضحايا قضوا في عمليات إرهابية بالقارة الأفريقية في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، فيما قالت مصادر أن التطبيع مع إسرائيل سيسهم في إتمام الخطوة.