“ضي”.. مرض نادر يمنح صاحبه أول بطولة سينمائية

لا يقتصر تميز تجربة الفيلم السعودي المصري المشترك “ضي”، والذي يُعرض تجارياً بعد سلسلة من المشاركات بمهرجانات دولية، على موضوعه الجديد، بل يمتد إلى مفارقة إنسانية لافتة تتعلق ببطله الرئيس.
ويتناول الفيلم مرض “الألبينو” النادر أو ما يُعرف بـ “عدو الشمس”، أي عدم قدرة المريض على مواجهة الشمس نهائيًا أو التعرض إلى ضوئها بسبب حساسيته الشديدة لها، التي تصل إلى حد تهديد حياته نفسها.
ولا تقتصر تداعيات المرض على حساسية مرضية بالجلد أو البشرة تجاه ضوء الشمس فقط، بل تمتد إلى ما يصاحب ذلك من تداعيات نفسية واجتماعية تجعل المريض عرضة للتنمر أو “النبذ الاجتماعي” بسبب تغير لونه بشرته على نحو قد يبدو صادماً، ويصعب تقبله من جانب البعض.
ويُعرف المرض أيضاً باسم “المهق” وهو، بحسب مصادر طبية: “حالة وراثية نادرة تتميز بغياب شبه كامل في مادة الميلانين، الصبغة التي تعطي اللون للبشرة والشعر والعينين، ما يسبب شحوبًا شديداً، وضعفًا حاداً في البصر”.
ولا يوجد علاج حاسم للمرض له وإنما توجد إجراءات احترازية لحماية الجلد من الشمس، مع استخدام أدوات مساعدة للرؤية.
وبهدف منح العمل أقصى درجات المصداقية، لجأ صناع الفيلم إلى أحد مصابي مرض “الألبينو” وهو الشاب “بدر محمد” ليلعب دور البطولة الرئيس في شريط سينمائي يناقش التداعيات النفسية والاجتماعية للمرض ويبعث برسالة توعوية لافتة في هذا السياق.
وتعرض البطل “ضي” لتنمر ومضايقات زملائه بالمدرسة، فينكفأ على نفسه وهو يشعر بالأسى والمرارة، لكن مدرسته “صابرين”، التي لعبت دورها الفنانة السعودية أسيل عمران، تكتشف موهبته في الغناء، وتصمم على مشاركته في مسابقة كبرى للموهوبين غنائياً.
وفي البداية ترفض الفكرة والدته، التي لعبت دورها الفنانة السودانية إسلام مبارك، إشفاقاً عليه، لكنها في النهاية توافق وتتصاعد الأحداث.
وينطوي اسم البطل “ضي” على مفارقة، فهو عدو الشمس التي تهدد حياته، ولكنه قرين الضوء أو “الضي”، بالدارجة المصرية، بمعنى الأمل وقوة الإرادة، والإصرار على تحقيق الحلم مهما كانت الظروف.
ويشهد الفيلم مشاركة لافتة للفنان محمد منير ضمن العديد من “ضيوف الشرف” من بين فنانين وشخصيات عامة، ومنهم: أحمد حلمي، ومحمد ممدوح، والإعلامية لميس الحديدي، والفيلم من إخراج كريم الشناوي، وتأليف هيثم دبور.



