ذكر الله -سُبحانه- في القرآن الكريم عدداً من صفات المُنافقين، فيما يأتي بيان البعض منها:
التكاسل في أداء العبادات: إذ قال الله -تعالى- في ذلك: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا)،[٤] فمن صفات المُنافق أداء العبادات بإظهار التثاقل منها، والتكاسل، والتعاجز، ومن صور ذلك أيضاًً؛ التخلّف عن أداء صلاة الجماعة، استدلالاً بما أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه، عن ابن مسعود -رضي الله عنهما- أنّه قال: (وَلقَدْ رَأَيْتُنَا وَما يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ)،
الخِداع: إذ قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)،[٤] أيّ أنّ المُنافقين يُظهرون أعمالاً أمام النّاس، إلّا أنّ باطنهم يخالف تلك الأعمال، فهم غير صادقين بما يُظهرون ويُبطنون.
الخوف والجُبْن والهَلَع: وهي من أهمّ الصفات التي جعلت المنافقين يُظهرون خلاف باطنهم، قال -تعالى-: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)،[٨] فمن شدّة خوفهم فإنّهم يعتقدون وقوع مصيبةٍ ما حين سماع أيّ صياحٍ، كما قال -عزّ وجلّ- أيضاً: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ*لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ)،[٩] فالمُنافق يحتمي بأي شيءٍ عند القتال؛ من شدّة خَوْفه